روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


عمك جميل . احتدت عين رحيم بالڠضب الشديد ولكنه لن يقدر ان يعارض والده وفضل السكوت ڠصبا وهو يكتم حديثه بصعوبة بالغة إلى أن يجلس معها وحدهم  انقضت هذه الجلسة على أنها ستفكر في الأمر جيدا وترد عليه غدا  ثم ذهبت إلى ملحقها وقد قررت مغادرة المنزل فهي الآن اصبحت في أمان تام  واثناء انشغالها في تجهيز حقيبتها جاءتها رساله على الواتساب محتواها قابليني في المطعم اللي بنتقابل فيه على طول حالا وعلى الله تتأخري يا مريم هتلاقيني بخبط عليكي الباب ومش بعيد أكسره وانتي حره بقى لو ما جيتيش وطنشتي . زفرت بملل وألقت الهاتف من يدها ولوهله قررت ان لا تذهب لمقابلته ولكن اصبح معها كالمچنون فخاڤت ان ينفذ تهديده وتنال من بطش فريدة وهي ليس لها ذنب فأجابته باختصار  حاضر نص ساعه وجاية . وبالفعل اخذت حماما سريعا وارتدت ملابسها على عجالة وذهبت الى المطعم وجدته منتظرا لها والنيران تشتعل من وجهه تدل على غضبه الشديد وصلت الى مكانه وألقت السلام بحدة  اما هو فور ان رآها أمامه تبدلت معالم الڠضب الشديد البادية علي وجهه الى معالم الحب والۏحشة الشديدة في نفس اللحظة كيف ذلك هو لا يفهم ! مرددا سلامها قائلا بابتسامة محب عاشق لحبيب يتمنى لقياه  وعليكم السلام ورحمة الله هلا وغلا فيكي ياحبيبة الروح والقلب . اهتزت وتيرتها من حديثه وأردفت وهي تتهرب من عيناه قائلة بلوم من امتي كنت همجي كدة يارحيم ! مش متعودة منك علي كدة . تبدلت معالم وجهه وعادت إلى ڠضبها مرددا باستنكار ومن امتي وإنتي بتاخدي قرار مصيري في حياتك من غير ما نتناقش فيه وتعرفي رأيي ونتحاور مع بعض ونوصل لحل مناسب لينا احنا الاتنين رفعت حاجبيها باستنكار قائلة هو انا لسه اخدت القرار اصلا علشان خاطر تقول لي لو ما جيتيش هكسر عليكي الباب ! انت مش متخيل اصلا ان انت لو عملت كده والدتك هتشوفني ازاي اكتر ما هي شايفاني! حرك راسه يمينا ويسارا پغضب وتحدث مقاطعا حديثها لو سمحتي سيبك من الموضوع ده دلوقتي وردي علي حالا انت حقيقي هتوافقي على عرض بابا ومش هتقبلي وظيفة معيدة في الجامعة وانتي طالعة الأولى  نظرت له بعيون تخفي ضعف يستكين بداخلها وقلب يخفق ألما وعشقا معا ورددت بتوضيح هجاوبك بكل اللي انا فكرت فيه انا بعتبر عمي جميل في منزله والدي بالظبط اللي لو كان موجود وعايش كنت طبعا هاخد رايه  لما فكرت لقيت ان كلامه صح جدا إني لازم أوازن بين الاحتياج المادي والمعنوي وانا محتاجه ان يبقى ليا مكان اعيش فيه خاص بيا وابني مستقبلي وبرده مش هستسلم وهقدم في الماجستير وباذن الله ووراه الدكتوراه على طول  واسترسلت وهي تنظر له بتمني ارجوك فكر زي ما انا وهو بنفكر بالظبط وانت هتلاقي ان انسب حل ليا علشان خاطر طنط فريدة ما تفكرش اني بعارضها او اني بعند معاها مش هتلاقي حل غير اني أبعد فعلا وتعرف ان انا مش طمعانة فيك . وكمان أحس ان ليا كيان وكينونة بمعني أصح أحس إني ليا وجود يارحيم . نظر لها بحزن وهتف باحتياج بس أنا محتاج وجودك جمبي ومش قادر أتصور انك تبقي في مكان بعيد عني  باختصار اتعودت علي وجود ريحتك في نفس المكان إللي أنا موجود فيه حتي لو مش شايفك كفاية نفسك فيه . زفرت بتعب وأوضحت له وجهة نظرها  متفكرش إني لما أبعد هبقي مرتاحة يارحيم  أنا زيك بالظبط ويمكن أكتر وأظن وضحت لك السبب قبل كدة  وتابعت بشجن أنا محتاجة أثبت لنفسي أولا وللمجتمع إللي جني عليا ثانيا إن بنت الملجأ عافرت واجتهدت وكملت لآخر نفس فيها بدون ماتغضب ربها إنها تبقي حاجة ومش هرضي بأي حاجة لازم أكمل للأخر علشان أوصل لأني أبقي أبقي حاجة متخجلش منها أبدا في يوم من الأيام. ضيق نظرة عينيه ثم رمقها بنبرة هادئة  بس أنا هتعب أووي يامريم أرجوكي ثقي فيا إني مش هتخلي عنك وسيبي لي أنا المعافرة أنا أطول منك في النفس . نظرت بعيد عن عينيه تحاول كبت عبراتها لكنها إستعادت قواها وأخفت كل مشاعرها التي تملكت منها كلماته بكل قوة وأردفت بتمني أرجوك يارحيم أنا مش عايزه أخسرك إنت تعافر من مكانك وأنا أثبت نفسي في مكاني وصدقني هنتقابل بإذن الله وظروفنا محدش هيقدر يمنعها ومحدش هيقدر يفرق بينا لأن الأسباب ساعتها هتكون بطلت أو علي الأقل اتحسنت شوية . بعد حديث طويل ونقاش دام لأكثر من ساعتين وافق رحيم علي رأيها وهو علي مضض ولكن أخذ وعد منها أن تحادثه دوما وأن ترد على مكالماته وإلا سيجن جنونه ويفعل ما لا يحمد عقباه  بعد يومان أبلغت مريم جميل بالموافقة
 

تم نسخ الرابط