روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


الأمارة بالسوء بدات تتناول تفكيرها  وبعد تلك العبارات ايضا اصبحت الأنفاس متسارعة والأفكار متضاربة والجسد مشتعل والهواء بدأ ينعدم كل ذلك شعر به مالك وقسمه إلى أشلاء بدأت تمزق داخله وخيوط عقله بدأت تتزاحم وتفكر فيما مضى وترتب لما هو آت والذي لا يبشر بالخير ابدا  فسأل مالك الطبيب وهو في دهشة  ماذا تقصد بكلامك الآن  وأشار بيده إلى حاله وهو يكمل پصدمة  أتقصد أني كنت أتناول عقارا يسبب العقم علي مدي السنين ! أجابه الطبيب بكل عملية وهو يعيد نظره الي التحليل مرة أخري بتأكيد  التحاليل صائبة مئة بالمئة والذي قلته لك صحيحا وبالتأكيد أن تلك التحاليل بعينها لك ولم نخطأ بها . تبدلت فرحته بشفائه إلي ڼار وصار جسده ينتفض دمارا من تأكيد الطبيب  اما هي فكانت تنظر له بدعم وتحاول أن تبثه الهدوء  انتهو من جلسه الطبيب وخرج مالك بقلب متعب وروح مدمرة وبات يسأل داخله لما كل ذلك الدمار الذي يحاوطني من كل مكان لما تصفعني الحياة بصڤعة أشد من ذي قبل بعد ان تبرأت من شدة ألمها  فاق من شروده على تلك اللمسات التي حاولت بها جوليا ان تهدئه بها وهي تنطق باستجواد  من الأفضل إنك تنسى الجانب السيء اللي سمعته من الدكتور وتركز في الجانب الايجابي وانسى اللي فات طالما انت بقيت كويس . ابتسامة ساخرة خرجت من بين شفتيه بعدما استمع الى رأيها ثم نظر اليها وتحدث باستنكار بالبساطة دي عايزاني انسى اللي الدكتور قاله واسترسل حديثه وهو يضرب مقود السيارة پغضب ناطقا بتوعد ما بقاش مالك الجوهري ان ما كنت احاسب اللي عمل فيا كده حساب عسير ومش ههدي الا لما اعرف ويا أنا يا هو او هي والزمن طويل . احست بوجعه وكأنها تعرفه عمرا بأكمله وليست من ايام بسيطة تبادلت الأحاديث بطلاقة معه  وتحدثت وهي تتسائل باندهاش  انا مش عارفه مين اللي جاله قلب يعمل فيك كده مين معډوم الضمير والإحساس اللي يديك حبوب ودوا يسبب لك العقم معقولة تكون طليقتك اخذ يضرب كفا بكف وهو يعصر تفكيره عصرا ويجوب بعقله ويطويه طيا لكي يصل لطرف الخيط وبعدها ستنقلب الڼار على من أشعلها وليكن ما يكن  استمع الى استفسارها بتعمق واجابها بتعب مغلف بالحيرة مش عارف ومش قادر أفكر دلوقتي مش الصدمة اللي وقعت على دماغي مين بالظبط اللي يقدر يعمل كده الحكاية دي عايزه صبر وعايزه هدوء وعايزه دماغ علشان اقدر افكر كويس. تنهدت بهدوء ثم اعتدلت في جلستها ونظرت اليه وهي تمد يدها وتوجه وجهه مقابلا لوجهها وتعمقت بالنظر داخل عيناه مرددة  طيب ممكن تنسى اللي حصل وتبتسم وتحاول تدي لنفسك positive energy علشان مش حابه اشوفك وانت تعبان ومتضايق كده . كان يشعر بأنه ينسحب الى عالمها رويدا دون ان يشعر ودون ان يخطط او يرتب زفر انفاسه بتعب وهتف وهو ينظر داخل عيناها بإرهاق  انسى ازاي وانا الهم محاوطني من كل مكان وفي كل سنيني. توجع قلبها لأجله وهتفت وهي تحاول ان تخرجه من همومه  خلي عندك ثقه دايما ان انت قلبك طيب وبيحب الخير للكل علشان كده هتبقى بخير . كان كالغريق الذي يتعلق في سفينه نجاه وكانت جوليا بالنسبة له سفينة النجاه التي تخفف وجعه وخاصة انها كانت شاهده على جرحه فتحدث بامتنان وهو يمسح وجهه بكفاي يديه  انا بجد بشكرك انك موجوده معايا دلوقتي وانك بتحاولي تخففي عني وسايبه كل مسؤولياتك وخاصة في وقت صعب زي ده . بابتسامة عذب هتفت بامتنان مماثل انا اللي بشكرك انك موجود هنا وجنبي وانك مديني مساحة في حياتك الخاصة وسمحت لي بيها . طريقة حديثها ولمعة عينيها وحزنها لأجل حزنه وعدم مفارقتها له في اشد لحظه مرت في حياته جعلته يفكر لماذا تفعل معه ذلك  فنطق لسانه دون قصد ليه بتعملي معايا كده انا حابه وجودك هنا وحابه اني ابقى جنبك في لحظة حزنك قبل فرحك ..... كلمات خرجت من فمها بنبرة حالمة واسترسلت حديثها وهي تستفسر بحيرة انت متضايق من وجودي معاك او اني تطفلت في حياتك  أشار برفض براسه وكلتا يديه مجيبا برفض قاطع لا خالص انت لو ما كنتيش معايا دلوقتي وخففتي عني في حالتي كان زماني جرى لي حاجه بجد من اللي سمعته من الدكتور . انطلق بسيارته لكي يوصلها الى مكان عملها وهو بقلب حائر دقاته تزداد كل حين عن الآخر في حضرتها وبات يتساءل داخله بتيهة  أيعقل دقات قلبي تلك في وجودها وان اكون احببتها! ام ماذا أفسر تلك الدقات اهي انبهار أولي بهدوئها ورقتها ! أم هي العوض والجبر الذي أتعافي به من مر العمر ! ولكن لا نحكم ابدا على مشاعرنا وقت الڠضب الشديد الفرح الشديد الشده العاصفه 
 

تم نسخ الرابط