روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


يعيشنا مستوي أفضل عاش عمره كله بعيد عننا وكنت دايما بشوف في عينيه نظرة الاشتياق لينا في إنه حابب يبقي جمبنا وإحنا بينا مسافات ملهاش عدد  إنتي طول عمر قلبك طيب يا أمي سامحي المرة دي واغفري ده رب العباد اللي خلقنا غفور رحيم . انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب وهتفت بفحيح وحياة قلبي الطيب إللي كان سبب في سذاجتي وخيانتي ماهسامح ولا هغفر  واعمل حسابك إنت وأختك ملكوش علاقة بيه تاني ياتختارو يا أنا ياهو . كانت سما ابنة الخمسة عشر أعوام وصل إلي مسامعها حديثهم وفضلت السكوت ولكن استفزها مقارنة والدتها وأجابت بحزن هو ينفع الإنسان يختار بين روحه وروحه برده ياماما  إنتي النفس وباب النبض إنتي العشق وبابا قلبه  إنتي الحياة وبابا عمرها كله  لا ياماما إنتي كدة بتحطينا قدام اختيار مدمر مش هيخلينا نعرف نعيش . تشنجت عضلات وجهها واهتز جسدها برعشة وأصبحت تحرك يداها بلا منطق وتحدثت وهي تهذي بكلمات تدمي لها القلوب يعني عايزيني بعد ما شفته في واحدة تانية أسامحه وأقول له تعالي بال لراندا اللي سامحتك بكل بساطة علشان خاطر أنانية ولادها  عايزني أداوي قلبي إللي انكوي بچرح عمره ماهيخف بإني أدخل حياتي تاني اللي غرس سكينته إللي كوتني وحرقتني بچرح هيفضل ېنزف لحد ما أموت وأبقي عادي كدة . وتابعت وهي تعطيهم ظهرها بوعيد  والله ماهيحصل أبدا ياولاد عمري اللي أفنيته تحت رجليكم وبين إيديكم  ألقت كلماتها وتركتهم وانسحبت الي غرفتها والبكاء أصبح عنوان حياتها. ذهب مالك إلي المصنع كي يتابع ماحدث فيه طيلة الشهر الذي مكثه مغادرا البلاد وصديقه المقرب أمامه قائلا بمشاغبة أيوة ياعم ناس تروح روما علي إنها هتشتغل وفي الأخر ترجع بغزال إيطالي يرجعها عشرين سنة لورا . ضحك بصوت عالي علي مشاغبة صديقه وردد بتوضيح بالله عليك ياشيخ لاتسكت أنا مش ناقص قرك ده أنا إللي فيا مكفيني من إللي شفته من السفرية دي . اندهش صديقه وتسائل مستسفسرا ليه إيه اللي حصل لك هناك طمني . تنهد بتعب وقص عليه جميع ماحدث من الألف للياء  ثم تحدث بعد تفكير مردفا باستنكار يانهار أبيض وملهوش معالم ده مين الجبروت إللي يقدر يعمل معاك العملة السودة دي  أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه بتعب مرددا مش عارف وعايز أقول لك إني مش عايز اعرف علشان لو اتضح لي مين إللي عمل كدة هتقلب چحيم وأنا مش هقدر أستحمله . انزعج صديقه وهتف بضيق بس لازم تعرف يامالك مش يمكن اللي عمل كدة يرجع يكرر عمايله تاني  تنهد بحزن وأجابه  ممكن جدا علشان كدة هركب كاميرات مراقبه في الفيلا كلها وعلي نظام ومستوي عالي جدا وإللي منبشتش عليه عليه علشان متوجعش ولا أوجع الغاليين هيجي لي لحد حد عندي وبالدليل وساعتها يبقي هو الجاني علي نفسه. تحدث يطرح رأيه شارحا تمام أنا أعرف مهندس شاطر جدا يعمل لك الحوار ده بتقنية عالية جدا واستطرد قائلا بس طبعا هنعمل الموضوع ده في منتهي السرية ومحدش هيدري بيه علشان خاطر تعرف مين . تحدث وهو مغمض العينين ناطقا بهدوء لا الكل هيعرف باللي هعمله ومش هتبقي سرية ولا حاجة . قطب جبينه وتحدث باستغراب ده إللي هو ازاي يعني  قام من مكانه وذهب ناحية النافذة وأجابه بروح منهكة زي مابقول لك كدة أنا كل إللي يهمني دفع الضرر أما إني أعرف اللي ضرني ساعتها مش هرتاح وعلشان كدة مش عايز ياعلي علشان أنا متأكد ان إللي عملها مني ويخصني بالجامد وعلشان خاطر أمي أستحمل أي حاجة. تحدث علي قائلا بإطراء والله يبني انت مفيش منك ولا هتتكرر تاني ياصديقي  ربنا يريح قلبك وبالك يارب  وتابع حديثه بتذكير  أه صحيح مش أنا وصلت لأكونت ريما وعرفت إيه إللي خلاها متبعتش ومتردش . ركز انتباهه وسأل  طيب ولقيت ايه يابني  أخذ نفسا عميقا وأجاب قافلة الأكونت وعرفت من التعليقات إن جوزها ماټ وعلشان كدة منعزلة عن العالم كله. حزن لأجلها جدا وأشاد طيب ابعتي لي رقمها علشان أبعت لها تعزية واجب لما تفتح تستلمها . أعطاه الرقم وظلا يتحدثان عن العمل وأحواله الي أن مر الوقت . يجلس شريدا وحيدا ويبدو علي وجهه علامات الضيق  خلل شعره بأنامله بعد أن فرك وجهه وأخيرا أخذ القرار وعزم علي تنفيذه هو فعل كل مابوسعه ولا طاقة للصبر بعد ذاك  أمسك هاتفه وانتظر الرد وعزم علي التنفيذ وما إن أتاه صوتها حزينا  نعم أحس بمدي حزنها من نبرة صوتها التي اخترقت قلبه وود أن يتراجع لكنه تفوه بما في داخله جملة واحدة  عارف إني ظلمتك معايا وعارف إن أنا الغلطان في كل حاجة من البداية للنهاية لكن أنا عملت إللي أقدر عليه  واسترسل وهو يخرج
 

تم نسخ الرابط