روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
روايه بين الحقيقة و السراب بقلم الكاتبه فاطيما يوسف
وجدهم مثلجتين تماما انخلع قلبه مما جال بخاطره ولكنه لم يفصح عنه خوفا على ابنته وفضل السكوت تماما الى ان يحضر الطبيب ويقوم بفحصه لعل وعسى يخلف ظنه وبعد ربع ساعه وصل الطبيب وأدخله جميل الى غرفه باهر اخذ الطبيب سماعته وقام بفحصه تماما وبعد ان انتهى نظر اليهم بأسى وحزن مرددا البقاء لله يا جماعه . جحظت ريما بعينيها وتحركت براسها يمينا ويسارا وغير مصدقه ما قاله الدكتور للتو وذهبت اليه ممسكه بتلابيب حلته وهي تهزه مرددة باڼهيار ايه اللي انت بتقوله ده يا دكتور باهر ماټ! لا انت غلطان لو سمحت عيد الكشف تاني وتاكد من كلامك من فضلك يا دكتور من فضلك عيده تاني كل ذلك بدموع تهبط على وجهها كالشلالات وحدسها يؤكد لها انه ما زال حيا وعلى قيد الحياه وانه لم يمت ويتركها هي وأبناؤها . نزع ابيها يدها من على الطبيب وجمع معه اشيائه وتركه يغادر الا انها رفضت تماما ان يغادر الطبيب قبل ان يعيد الكشف وهجمت عليهم بكل قوتها مردفه پعنف انت بتعمل ايه يا بابا سيبه بالله عليك يكشف عليه تاني هو اكيد غلطان باهر ما ماتش هو وعدني انه هيفضل جنبي ويكمل معانا انا والاولاد وعدني انه مش هيسيبني خالص هو اكيد غلطان اكيد غلطان . احتضن ابنته وربت على ظهرها كي يهدئها وهي مڼهارة تماما ولم تستمع لأي من كلماته والى الآن لم يصدق حدسها ما حدث وابتعدت عن أبيها وذهبت اليه وهي تحتضنة مرددة پبكاء ېمزق القلب لا يا باهر قوم يا حبيبي وانا هعمل اللي انت عايزه ومش هشتغل وهبطل التصميم خالص وأكملت وهي تتشبث به بشدة قوم يا حبيبي ما تسيبنيش مش هقدر أكمل من غيرك انت وعدتني ان احنا هنكمل مع بعض لآخر العمر ما لحقتش يا حبيبتي هدي نفسك علشان خاطر اولادك بيعيطوا من منظرك ده عمره والأعمار بيد الله كلنا مسيرنا سايبينها وهنروح للي خلقنا واللي أحن علينا من اي حد وافتكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم انما الصبر عند الصدمة الاولى واسترسل حديثه وهو ينظر داخل عيناها ليحثها على الهدوء اهدي يا حبيبه ابوكي اهدي علشان خاطر إبنك الكبير بيرجف من الخۏف والصغير مفلوق من العياط كأنه حاسس اهدي يا ماما اهدي . ما إن ذكر ابيها اسم أولادها جرت عليهم واحتضنتهم ودموعها على وجهها كالشلالات والتي ايقنت من داخلها انها لم تجف بعد احتضنتهم وهي تهدئ من روعهم فقد كان ابنها الأكبر منزويا في ركن وجسمه يرتعش من من منظر والدته وهو لا يفقه شيئا مما حدث لأبيه الى الان مردده له اهدي يا عمر انا كويسه ما فيش حاجه بس يا حبيبي . هاتف أبيها زاهر اخيه وطلب منه ان يعود الى المنزل لأمر جلل واستعجله ان لا يتأخر هو والدته وهاتف ايضا زوجته وابنه رحيم وابنته رندا ان يأتوا على عجاله لكي يقفوا بجانب ريما التي اوشكت على الاڼهيار وهي جالسه بجانب زوجها تنتحب بشده وبعد نصف ساعه وصل الجميع وهم لا يفقهون شيئا مما حدث فجميل فضل ان لا يحاكيهم في الهاتف خوفا من ذعرهم صعد زاهر ووالدته الى مسكن باهر كل ذلك وهم يعتقدون ان باهر وزوجته بينهم مشكله كبيره يريدون حلها ولم يخطر ببال احد منهم انه توفى دخلوا الى الطابق وجدوا فريده تحتضن الكبير وتربت على ظهره وراندا اختها تحمل الصغير وتهدهد فيه ودموعهم تنزل على وجوههم بسخاء استنتج باهر ما حدث فجرى مسرعا الى غرفه اخيه وجد زوجته جالسه على الأرض وهي تمسك يداه وتبكي بشده ذهب ناحيتها وسألها بدهشة ايه اللي حصل لاخويا يا ام عمر اخويا جرى له حاجه انطقي ماټ باهر ماټ وسابني لوحدي انا واولادي ماټ حبيبي ماټ ! وقع الخبر على قلبه كالصاعقه نظر الى اخيه بقلب مفطور وعيون محدقه على جسد اخيه ولسانه كأنه شل ولم يعد على النطق ساقته قدماه الى الجهه المقابله لزوجه اخيه ممسكا بيده وواضعا جبهته عليها قائلا باڼهيار لا يا حبيب اخوك وابن عمري مشيت وسبتني بدري واحنا لسه في اول الطريق نطق كلماته تلك وهو ينفطر دموعا على العزيز أخيه اما والدته في الخارج جلست بجانب فريده وسألتها باستغراب هو في ايه يا ام رحيم مالكم يا حبيبتي بتعيطوا ليه هي ريما تعبانه ولا جرى لها حاجه استمعوا الى سؤالها وبكوا جميعا بصوت عالي ولم يقدر اي منهم على نطق حرف واحد فهوى قلبها بين قدميها وجرت الى غرفه صغيرها وما ان وصلت وشاهدت منظر زوجته وابنها الاكبر واستنتجت ما جرى حتى سقطت مغشيا عليها من اثر الصدمه هرولوا جميعا ناحيتها عدا تلك الريم التي لم تتحرك من مكانها وهي تبكي