رواية كاملة راااائعة للكاتبة علا السعدني
المحتويات
ذلك الوقت يشاهد التلفاز وهو جالس على الأريكة منه ثم جلست بجواره وقالت
ممكن اطلب طلب
فابتسم حين سمع صوتها وقال
وحشتينى
هزت رأسها بآسى ثم قالت
مانا جنبك ليل ونهار
عاوزة تطلبى ايه !
عاوزة اخرج زهقت اوووى من القعدة مش متعودة على قعدة البيت بابا وماما و برنسيس كمان وحشونى وأنا عارفة أن ليك شقة فى السويس ومع ذلك أنت مش حابب تستقر غير هنا ومش عارضتك حتى نقلت شغلى معاك هنا لكن أنا من ساعة ما اتجوزت مشوفتهمش غير مرة واحدة بس
نروح ليهم
ابتسمت وشعرت بسعادة فتابع هو
بس تقضى معاهم
اليوم ونروح شقتنا اللى فى السويس مش هتباتى هناك
طب عاوزة اخرج النهاردة زهقانة
عيونى روحى البسى
هزت رأسها بالإيجاب ثم ركضت نحو الغرفة لترتدى ملابسها بينما ظل هو غير مصدقا أن تلك هى آسيا فقد تغيرت كثيرا من أجله بعد عدة دقائق خرجت للخارج وهى ترتدى فستان ابيض مزركش بألوان عدة وطويل وعليه حجاب لونه ازرق أحدى الالوان المزركشة على الفستان نظر لها يونس وقد ابتسم كثيرا على هيئتها تلك ثم قال
انت ليه مش بتصلى يا يونس
صمت يونس ولم يعرف بماذا يجيب فتابعت هى
يمكن انا كمان مش فظيعة يعنى ومش متدينة كمان بس حابة نبتدى حياتنا صح ونتغير سوا للأحسن ايه رأيك !
بس انتى احسن منى وبشوفك بتصلى
ع فكرة مكنتش منتظمة غير من كام شهر فاتوا كده
أنا دايما بشوفك كتير عليا يا آسيا
متقولش كده أنا سعيدة وأنت جنبى بس محتاج شوية تعديلات
وأنا من إيديك دى لإيديك دى
فى تلك اللحظة فتاة من الطاولة التى يجلسوا عليها وقالت بصوت مرتفع وهى تضع يدها على أكتاف يونس
كابوو وحشتينى
وهمت كى لكنه ابتعد ونظر إلى آسيا وجد عينيها قد احمرتا من الڠضب فأبتلع يونس ريقه
مينفعش كده أنا اتجوزت ودى مراتى
قالها وهو يشر على آسيا الغاضبة الجالسة أمامه فزمت الفتاة شفتاها ثم قالت بنبرة آسفة
لم تتحمل آسيا تلك المهرجة أكثر من ذلك فأمسكت معصم يدها بقوة ثم قالت
غورى من هنا ولو شوفتك قريبة تانى منه ھقتلك
قالتها بنبرة جعلت الفتاة خائڤة غير ألم يدها فتملصت من يدها بأعجوبة ثم ركضت نحو خارج المطعم بينما ظل يونس مذهولا فتلك المرة الأولى التى يرى فيها آسيا تشعر بتلك الغيرة واستعملت القوة مثلما يشعر هو بالغيرة عليها ويستعمل قوته ضد أى ذكر يفكر من الأقتراب منها فلاحت على وجهه أبتسامة فنظرت له پغضب
لاحظ صوتها العالى فنظر لها بعينه ثم قال
آسيا ارجوكى متخليش غيرتك تطلع كشړ اللى جواكى متحسسنيش إنى متجوز واحد صاحبى
نظرت له پغضب شديد ثم قالت
أنت ليك عين تتكلم !
لأخر مرة اقولك يا آسيا أنا فعلا كنت زفت بتاع بنات وأنتى عارفة كده وده وارد يحصل خصوصا فى أول جوازنا هتلاقى كتير من ده
وقفت هى وأخذت حقيبتها وركضت نحو الخارج اندهش يونس من تصرفها ذاك ووضع النقود على الطاولة ثم اسرع خلفها وجدها تقف أمام السيارة تنتظر فتنهد براحة إنها مازالت تنتظره منها وفتح لها باب السيارة فدلفت للداخل واستقل هو السيارة أيضا وجدها قد اطلقت العنان لدموعها وقال
مش بعرف اسيطر ع نفسى بتحول فجاءة وده مش بيعجبك
مش صح أنتى كلك عجبانى
مسحت دموعها وقالت بدلال
بجد يا كابو
اضيقت عيناه ثم قال وهو يحرك سبابته بالنفى
تؤ تؤ المايعين اللى بيقولوا كابو انتى مش مايعة
زمت شفتاها بضيق ونظرت للإتجاه الآخر فابتسم هو عليها ثم قال
قوليها تانى كده
نظرت له مرة آخرى ثم قالت
يا كابو
لا تستاهل دراسة حقيقى
هزت رأسها بآسى فأبتسم هو عليها ثم قاد سيارته عائدا بها إلى منزله
مرت سنة كاملة عاش يونس بها فى سعادة مع آسيا والآن هى تحمل له مولود وفى الشهر
الآخير من الحمل
إما محمد فقد تزوج من رحمة و فاروق اتفق مع والد برنسيس على الزواج منها فى نهاية ذلك الشهر
بينما كانت أصالة تعمل كثيرا حتى اصبحت ذو شأن فى الشركة التى تعمل بها تقدم لخطبتها العديد لكنها رفضت بشدة فهى لا تريد أن تعطى لقلبها فرصة آخرى يكفى انها لم تنس أنس حتى الآن كما أن الرجل الوحيد الذى فكرت به بعد أنس مخلص لذكرى زوجته قابلت مراد العديد من المرات فى تلك السنة ولكن دون أن يتحدثا كانت تراه من شرفة غرفتها عندما يأتى لزيارة صديقه كانت بينهما دائما نظرات صامتة نظرات تحمل مدى إعجاب أصالة به أما نظراته هو لم تكن تستطيع تفسيرها تارة يضحك عليها وهى تغنى فى شرفتها وتارة آخرى ينظر لها پغضب وتارة آخرى يتلاشى ويتجنب نظراتها عمدا حتى أصبحت فى حيرة ولكنها لم تعد تهتم
حاولت والدة مراد وشقيقاتاه إن يقنعوه بأن يتزوج فأن الحياة لن تنتهى
وقد ماټت شروق منذ ما السنتان ولكن دوما لم يجدا منه إلا الرفض التام
إما عن منصف و هايا فقد عاشا سويا فى سعادة ولكنها لم تكتمل كثيرا فقد كان منصف يطلب منها أن تاخذ ما يمنع الحمل وهى لم تسئله أى مرة لما لا يريدها أن تحمل فكرت إنه ربما يريد أن يعيشوا سويا لبعض الوقت دون إزعاج من الأطفال ولكن قد مرت سنة كاملة لم يفتاحها حتى فى الإنجاب فشعرت إنها يجب أن تتحدث معه حتى لا تفكر بأى فكرة سيئة عنه ف منصف ليس بالشخص الذى يسوء
به احد الظن حتى وجدته فى يوم جالس على الفراش وهو متكأ على وسادة ويمسك هاتفه فجلست بجواره ثم قالت
ممكن نتكلم شوية
نظر لها هائما
عيونى ليكى يا هايا خير يا حبيبتى !
فركت يديها الأثنتين بعضهما ببعض وشجعت نفسها على الحديث ثم قالت
أنا نفسى ابقى حامل يا منصف نفسى ابقى أم
ترك منصف الهاتف من يده ونظر لها لم تكن تعرف أن تحدد هلى هو رافض أم غاضب أم يفكر أيضا فى الإنجاب ولكن جاءت إجابته صاډمة لها
هايا أنتى مستعجلة ليه ع الخلفة لسه بدرى
هو ايه اللى بدرى يا منصف انا خلصت دراسة ومش ورايا شئ يمنعنى و إصرارك إنى أخد حبوب منع الحمل بقى مضايقنى بجد بجد بقيت افكر فيك إنك ممكن ترمينى فى أى وقت أو إنك عاوز تتسلى وإنى مجرد وقت فى حياتك مش فاهمة أى واحد بيبقى نفسه يخلف من اللى بيحبها مشوفتش حد بارد زيك كده
اتسعت أعين منصف غير مصدقا لما يسمعه منها ثم قال
أنتى بتفكرى انى حقېر كده !
ترقرقت الدموع من اعين ثم قالت
أسلوبك اللى بيخلينى افكر كده طبيعى أن يبقى نفسك تخلف منى زى مانا نفسى اخلف منك لكن أنت رافض الخلفة من اصله وايه السبب أنا مش عارفة افتكر يا منصف إنى اديتك فرص كتيير عشان تبعد عنى لو لسه موضوع عيلتى أنت بتفكر فيه وإنى مينفعش ابقى أم لأولادك ارجوك قولى ومتجرحنيش بالطريقة دى أنا مش جارية عندك
هايا أنا آسف لو أنتى فهمتى كده أنا آسف بجد أنا نفسى طبعا اخلف منك ومعرفش ليه دماغك وصلت لكده
ثم ابعدها عنه ومسح دموعها بيده وتابع
كل ما فى الموضوع إنى بسيبك ايام كتييير لوحدك بسبب ظروف شغلى والحمل ماهوش شئ سهل ومش هتقدرى عليه لوحدك وأنا مش بثق فى أى حد يدخل البيت عشان اجبلك خدامة أو أى حد فكرة إنك تبقى قعدة مع حد غريب وأنا بارة دى بتقلقنى وأنا من النوع اللى مش بثق فى أى حد بسهولة
نظرت فى عينه وقالت
عشان مليش أم يعنى تساعدنى !
هايا ارجوكى متاخديش الموضوع بحساسية بس أنتى
يا هايا مبتعرفيش تتصرفى تقدرى تقوليلى لما اقعد 10 ايام ولا إسبوعين بعيد عنك هتتصرفى ازاى أنتى واللى فى بطنك ده
ب بس يا منصف ده مش مبرر عشان منخلفش شغلك عمره ما هيتغير وأنا لازم اعتمد ع نفسى ومش معقول هنأجل الخلفة عشان سبب زى ده
السبب ده أنا بفكر فيه ليل ونهار يا هايا
ارجوك وافق يا منصف وسيب الأمور ع ربنا
ونعمة بالله بس هبقى قلقان عليكى
متخافش هكلمك طول اليوم واطمنك عليا وأنت علمتنى فى السنة دى اعمل اكلات كتير وبسيطة متخافش بقى
نظر لها ثم ابتسم قليلا وقال
ماشى يا هايا
ي يونس ي يونس
فتح عينيه وهو ينظر وقال بصوت يغلبه النعاس
أيوة
أ أنا شكلى بولد يا يونس م مش قادرة اتحرك
انتفض يونس من على الفراش ثم نظر لها بقلق وقال
ايه ! بتولدى ! انتى هتولدى !
أ أيوة الألم فظيع يا يونس مش قادرة
شعر يونس بالقلق عليها فهو يعرف أن آسيا لا تتألم أمام أى شخص مهما كان لذا اسرع وابدل ملابسه ثم منها فأعطته هى يدها
لكى تستند عليها لكنه واسرع للخارج ابتسمت هى عليه ناسية الۏجع الذى بها فهى تعلم إنه احن شخص عليها هبط يونس بالأسفل ووضعها فى السيارة ثم انطلق نحو اقرب مشفى
وصلوا إلى المشفى وانهى هو الأجراءت الخاصة لكى تدخل هى إلى غرفة العمليات واتصل بوالدايها كى يخبرهم بأنها على وشك الولادة
بعد ساعتين كان والدا آسيا و برنسيس قد وصلوا إلى المشفى ووجدوا يونس واقف أمام الغرفة وهو يشاهدها وهو يشعر بالقلق فقالت والدة آسيا
لسه مولدتش !
اه
متقلقش هى الولادة ساعات بتاخد وقت
نظر لها ثم ظل يدعو الله بأن
تلد آسيا بسلام ولا يرى بها أى مكروه هى وابنته وبعد وقت قليل خرجت الممرضة للخارج وهى تقول
مبروووووك بنوتة زى القمر
ابتسم يونس ثم قال
ط طب و آسيا عاملة ايه
الحمد لله بخير متقلقش
وبعد وقت ليس بالكثير طلب الجميع أن يروا آسيا وحالتها وجدها هزيلة وضعيفة ويبدو عليها الأرهاق منها ثم قال
عاملة ايه يا حبيبتى !
ابتسمت ابتسامة ضعيفة ثم قالت
ا الحمد لله
حمدالله ع السلامة
الله يسلمك حبيبتى
وبعد قليل الممرضة بالفتاة الصغيرة فأخذها يونس منها ونظر إلى صغيرته ثم نظر مرة آخرى إلى آسيا وقال
زى القمر زيك
ابتسمت هى بوهن برنسيس من يونس لتأخذ الطفلة منها وقالت
ورهانى
ابتسم يونس عليها ثم اعطاها لها فنظر لها والداى آسيا وقبلوها فقالت آسيا
انا عاوزة اشوفها
فى صباح اليوم التالى غادرت آسيا المشفى وغادر معها الجميع لترتاح بمنزلها كانت تشعر بسعادة كبيرة وهى بجانب طفلتها وزوجها
وفى المساء كان قد أتى منصف مع هايا و منصف الصغير معهم لأن فاطمة وزوجها ذهبوا لاداء عمرة وتركوا ابنهم مع شقيقها حتى يعودوا
بسبب الدراسة لكى يروا ابنة يونس باركت هايا لكل من يونس و آسيا ثم جلست بجوار الفتاة زوجها وهى ممسكة بالفتاة الصغيرة ونظرت إلى يونس لتسئلها
سمتوها أيه
رقية
ابتسمت هايا ثم قالت
وااااو جميلة اوووووى
ثم نظرت إلى منصف
متابعة القراءة