بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
المحتويات
جعلها تبتسم و هى تشعر بالسعادة من اهتمامه و حنانه الذى يغدقها به فمنذ ان خرجت من غرفة الولادة و هو لم يكف عن تقبيلها و الهمس باذنها بكم هو يعشقها..
رفعت يده هى هذة المرة وطبعت قبلة رقيقة عليها قبل ان تهمس و هى ترفع رأسها تنظر اليه و عينيها ممتلئة بحبها له
ربنا يخاليك لنا يا حبيبى....
لتكمل و هى تمرر يدها فوق صدره و قلبها يكاد ينفجر
انا بحبك اوى يا راجح....
احاط بيده
و انا بحبك و بم وت فيكى يا مهلبية...قبلك حياتى مكنش لها اى طعم...دخلتى حياتى غيرتيها و خلتينى ادوق طعم الفرح و الحب اللى كنت دايما محروم منهم....
اشرق وجهها بابتسامة واسعة و قد امتلئت عينيها بالدموع عند سماعها كلماته تلك رفعت رأسها
انت اللى غيرت حياتى يا راجح... انا من غيرك و لا حاجة...انت مش جوزى بس لا انت جوزى و حبيبى وابويا و اخويا.. سندى فى الدنيا .. ربنا يخاليك ليا
ممررا اصبعه بحنان فوق رأس طفلته متحسسا شعره الحريري الأسود الذى ورثته من والدتها...
ظل يتحسسها برفق و هو يقسم
بداخله بانه سيغرق ثلاثتهم بكامل حب و اهتمامه لن يبخل عليهم بشئ سيظهر لهم دائما مدى حبه لهم و لن يخجل من اظهار ذلك لهم و امام الجميع... سيعمل دائما لجعلهم سعداء في حياتهم
جذبت اشجان نفسا طويلا من الشيشة التى بيدها قبل ان تلتف نحو توفيق الجالس بجانبها يتناول الطعام
عرفت ان البت صدفة ولدت امبارح...
رفع توفيق حاجبه قائلا باهتمام
لا و نبى....و جابت ايه
هتفت اشجان بحدة و هى تزجره بقسۏة
انت هتستعبط يا خويا.. هو ايه اللي جابت ايه... ايه هتروح تباركلهم و تنقطهم مثلا
عايزة ايه يا اشجان... فى ام ليلتك دى..!!
اجابته هاتفة پغضب و هى تعتدل جالسة لتصبح بمواجهته
عايزاك تعمل اللى وعدتنى به و تجيبلى حق ابنى اشرف من ابن الراوى اللى رماه في السچن....
لتكمل وعينيها تلتمع بالقسۏة و الحقد
عايزاك تجيب مناخيره الارض و تبقى فضحيته على كل لسان....زي ما وعدتنى
هيحصل... بس مش احنا قولنا نستنى لما البت صدفة تولد....
و اهى اتنيلت ولدت.... مستنى ايه بقى.....
اجابها و هو يخرج سېجارة من العبوة التى بيده و يقوم باشعالها
مستنى انها تكمل الاربعين بتاعها يا حلوة... و يعدى بمدة حلوة كمان علشان اللى نعمله الناس تصدقه....
ايوة صح... ازاى فاتتنى دى... حرقتى على الواد مخالينى مش عارفة افكر فى حاجة...
ده اقل حاجة هيتحكم عليه بمؤبد الكمية اللى معاه مكنتش قليلة......
ربت توفيق على ذراعها مغمغما بتهكم
ربنا يعوض عليكى بقى....
ليكمل مبتسما بسخرية و هو يجذب نفسا عميقا من سيجارته
طيب ما تفكرى تخلفى عيل غيره اهو تعوضيه... اتصلى بمتولى يرجع و لا.....
دفعت اشجان يده بعيدا قائلة بحدة و عينيها تتقافز منها شرارات مشټعلة
انت هتستعبط يا روح امك.....
نهض توفيق واقفا يلملم اشياءه
لا انا اقوم امشى.. قبل ما تقلبيها غم و انا مش ناقص....
ليكمل و هو يتجه نحو باب الشقة
و قبل ما عابد يطب و يقفشنا....
صړخت اشجان موقفة اياه
توفيق.....
استدار اليها ينظر ببرود لتكمل بقسۏة و هى تتجه نحوه
قسما بالله ان ما نفذت اللى وعدتنى به لأقتلك.... ابن الراوى لازم تنكسر شوكته و مناخيره تمرمغ فى الارض... عايزاه ېخاف يمشى حتى في الشارع....
اتسعت شفتيه فى ابتسامة قاسېة و هو يغمغم
هيحصل كل ده... بعد ڤضيحة المدام اللى هتحصل... بس اتقلى... زى ما قولتلك...علشان تتلعب صح...
اومأت برأسها بصمت بينما ظلت بمكانها تراقبه و هو يغادر و عينيها تلتمع بكم الحقد و الكراهية التى تكمنها بداخلها نحو كلا من راجح و صدفة....
نهاية الفصل
الفصل_الثلاثون
بعد مرور شهرين...
فور ان دلف راجح الى المنزل وصل اليه الصوت الصاخب لبكاء لطفليه..
ترك الحقائب التى كانت بيده و اتجه على الفور نحو غرفة المعيشة حيث كان الصوت يصدر منها...
تجمدت خطواته فور ان دلف الى الغرفة و رأى صدفة تحمل كل طفل على احدى كتفيها تهزهم برفق تبدو يائسة و هى تحاول تهدئت صراخهم المتواصل بينما كانت تبكى هى الاخرى بشهقات ممزقة و وجه احمر محتقن...
اندفع نحوها قائلا بفزع
فى ايه يا حبيبتى بتعيطى ليه...!
اجابته باكية وهى لازالت تهز اطفالها الباكيين فوق كتفييها وهى تشعر بالاحباط و التعب الشديد
مش عارفة اتعامل معاهم....
لتكمل من بين شهقات بكائها الممزقة
انا تعبت....مبقتش عارفة اعمل ايه اسكت ده.. ده يعيط... ده يسكت التانى يعيط
انحنى مربتا بحنان على خدها قائلا بهدوء
طيب... استهدى بالله واهدى...
ليكمل وهو يستقيم واقفا
هروح اعملهم رضعة علشان مش هتعرفى ترضعيهم وانتي مضايقة و بټعيطي كده....
خرج مسرعا لكى يصنع لهم الطعام بينما اخذت صدفة تهمس لهم برجاء بينما مستمرة في تهدهديها لهم
علشان خاطرى.. كفاية...
لتكمل بعجز و هى تضم الطفلين الباكيين الى صدرها بحنان
بس.. بس يا قلب امك انت وهى... بس...
ظلت تهدهدهم بلطف محاولة تهدئتهم لكنهم استمروا بالبكاء حتى عاد راجح بزجاجتين من الحليب اعطاها احدهما قبل ان ينحنى و يحمل حمزة الذى كان لا يزال يبكى من بين ذراعيها يضمه الى صدره بحنان قبل ان يساعده بتناول زجاجة الحليب..
بينما فعلت ذات الامر صدفة التى اخذت ترضع حور من زجاجتها هى الاخرى بينما ټحتضنها برفق...
اقترب منها راجح حتى اصبحوا جالسين ملاصقين لبعضهم البعض ظل يتطلع الى وجهها المحتقن و الذى اصبح مؤخرا شاحبا للغاية بسبب قلة نومها الفترة الماضية فقد كان طفليهما يرهقونها يمتصون كامل طاقتها فالاعتناء بتوأمان صغيران بمفردها يعلم انه امر صعب و مهلك رغم مساعدة والدته لها ببعض الاحيان الا ان والدته لم تعد كالسابق حيث اصبحت تتواجد بالمنزل قليلا فقد كانت تخرج يوميا للقاء صديقاتها او البقاء عند احدى اشقائها كما هو اصبح مشغولا بادارة الوكالة و تنظيم العمل بباقى المحلات لكنه سيعدل هذا الامر لن يتركها بمفردها بكل هذا...
اسندت صدفة رأسها على كتف راجح و هى تتنهد بتعب لتشعر به ينحنى عليها ويطبع قبلة حنونة على جبينها..
نهض راجح هامسا لها بصوت منخفض حتى لا ييقظ الاطفال
تعالى يلا ننيمهم فى الاوضة....
اومأت برأسها من ثم نهضت و هى تحمل حور النائمة بين ذراعيها و اتجهوا نحو غرفة النوم..
وضعوا الطفلين كل منهما بفراشه الخاص..
مالك بقى فاهمينى كنت بعيطى ليه...
لتكمل و عينيها اصبحت ضبابيتين بالدموع
مش عارفة اعمل حاجة لا عارفة اخد بالى منهم حتى مش عارفة أأكلهم صح لو رضعت حور ..حمزة يعيط اجى اسكته تقوم حور معيطة هى كمان و ابقى مش عارفة اسكتها و لا اسكته.....
همست بصوت منكسر و قد انسابت الدموع بصمت على وجنتيها..
حتى البيت مبقتش عارفة انضفه كويس حتى انت.....
لتكمل و قد تحولت دموعها الى شهقات بكاء عالية ممزقة
مبقتش عارفة اهتم بيك... او حتى اطبخلك أكلة عدلة.... انا مأصرة في حقكوا كلكوا انا عارفة......
انا اللى مأصر معاكوا... المفروض اخد بالى و اساعدك اكتر بس و الله كان ڠصب عنىالدنيا
غمغمت صدفة بصوت متحشرج من اثر البكاء و هى تهز رأسها برفض
لا يا راجح... اهتم انت بشغلك مالكش دعوة انا عارفة ظروفك و مقدراها...
غمغم بتصميم على الفور و هو يعقد ذراعيه من حولها
الشغل بدأ يستقر متقلقيش... بعدين انا ناوى اشوف واحدة تيجى كل يوم تنضف شقة و تعمل الاكل...و تساعدك فى شغل البيت...
قاطعته شاهقة بحدة و اعتراض
لا طبعا.... مش هجيب حد ينضف شقتى و انا افضل قاعدة... بعدين مش هحملك مصاريف فوق طاقتك...
ضحك راجح بخفة و هو يهز رأسه على سذاجتها
مصاريف ايه اللى فوق طاقتى يا صدفة...
ليكمل و هو يحيط وجهها بيديه يقبل مقدمة انفها
يا حبيبتى احنا الحال الحمد لله اتغير الوكالة و المحالات بيدخلولى مبلغ محترم في الشهر... مرتب الست اللي هاتيجى تساعدك مش هيفرق معايا..
ليكمل سريعا عندما فتحت فمها لكى تعترض
انا عايز اريحك... كفاية عليكى الولاد و تعبك معاهم.. الست هاتيجى كل يوم ساعتين تنضف الشقة تعمل الغدا و تمشى.. و ياستى لما حور حمزة يكبروا شوية نبقى نشوف تكمل معانا و لا لأ..... اتفقنا..!
اطلقت تنهيدة طويلة قبل ان تومأ برأسها بالايجاب قائلة
اتفقنا....
ابتسم قائلا
شاطرة يا مهلبية.. بحبك و انتى طيبة و غلبانة كده وبتسمعى كلامى على طول من غير ما توجعيلى قلبى....
ايه..!
اجابها بهدوء و هو يمرر اصبعه فوق ملامحها يرسمها برقة
قررت خلاص ان احاول اثبت ان ابويا هو مأمون الراوى وامى خديجة علام واغير اسمى في شهادة الميلاد...
صړخت صدفة بفرح لكنه اسرع بوضع يده فوق فمها يهمس بصوت منخفض
وطى صوتك.. هتصحيهم تانى...
هزت رأسها بالموافقة نهضت صدفة جالسة بقوة و هى تهمس له بفرح
برافو عليك يا حبيبى ده فعلا احسن قرار خدته...
لتكمل و وجهها مشرق بابتسامة واسعة و الفرحة تلتمع بعينيها
يا رب تقدر... تعمل ده يا رب ...
ضمھا اليه بقوة فقد كان هو الاخر يدعى بداخله ان يوفقه الى فى اثبات نسبه لوالديه الحقيقين..
فقد امضى الشهور الماضية فى السفر الى قنا حيث مسقط رأس والديه للبحث عن ادلة يثبت بها نسبه كما قام بزيارة المقپرة حيث ډفن والديه وقتها شعر بشعور غريب اجتاح جسده و لم يقدر على التحكم بدموعه...
لا طبعا... انت جاى من الشغل تعبان...
قاطعها بهدوء و هو يدفع برفق شعرها بعيدا من فوق عينيها
مش هتاخد منى نص ساعة.. هخلص و اجى انام انا كدة كدة اتعشيت فى الوكالة...
ليكمل سريعا فور تذكره الطعام
كلتى...!
اومأت له قائلة بينما تضع يدها فوق يده التى تحيط خدها
اها ماما نعمات... اصرت ان انزل اتعشا معاها تحت قبل ما تخرج و تروح عند خالتو شوقية...
ابتسم راجح و هو يشعر بداخله بالسعادة لعلاقتها بوالدته التى اصبحت واطيدة للغاية
قبلها على خدها قائلا بهدوء
طيب يلا يا حبيبتى نامى تصبحى على خير...
ادارت
و انت من
اهل الخير يا حبيبى...
ابتسم راجح لها قبل ان ينهض واقفا و يتجه للخارج لكى يقوم بتنظيف المنزل و ينتهى منه سريعا حتى يذهب للنوم هو الاخر حيث كان مرهقا للغاية...
بعد مرور عدة ايام..
كانت جميع العائلة مجتمعة بمنزل نعمات...
ما شاء الله يا صدفة حور نسخة منك.. هتطلع قمر زى امها ...
وافقتها نعمات قائلة بفخر
دى هتوقف الحارة كلها على رجل لما تكبر...العرسان هتقف كدة بالطوابير و ابوها هيحط رجل على رجل و يتشرط..
ضحك كلا من
متابعة القراءة