بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
المحتويات
اعلى رأسها قائلا باستسماح
و انتى من اهل الخير ياما...
رفعت نعمات رأسها تبتسم له برضا مربته على ظهره قبل ان تدلف الي غرفتها بينما اتجه راجح نحو غرفته بخطوات بطيئة و عينيه لازالت مسلطة على ذلك الصندوق ..
جلس على الفراش بجانب صدفة و عينيه لازالت ثابتة على الصندوق الذى بين يديه تنفس بعمق و ضربات قلبه تعصف پجنون داخل صدره قبل ان يستجمع شجاعته و يفتحه اخيرا..
الفرق الوحيد بينهم ان والده كان ذو لحية و يرتدى عابئة و عمامة بينما كانت تقف بجانبه
ممررا يده برفق فوق وجه كلا من والديه و كامل جسده يهتز بقوة باكيا بصمت على ما فقده...
كانت صدفة جالسة خلفه تراقبه بصمت مناحة اياه بعض المساحة لكنها لم تستطع ان تظل مكانها عندما رأت حالته تلك زحفت علي الفراش حتي اصبحت تجلس خلفه
و ابويا شيخ ... يعنى انا مش دمى نجس و لا فاسد زي ما كان بيقولى.....
تضمه اليها تمرر يدها برفق فوق ظهره العريض الذى كان يرتجف اسفل لمستها محاولة تهدئته بينما تبكى هى الاخرى على ألمه هذا ...
ده انسان مريض...مش فاهمة ليه عمل فيك كده ايه اللي استفاده لما يشوه سمعة اخوه المېت...
ليكمل وهو يشير نحو صورة والديه التى لازالت بيده
حاول يشوه سمعة ابويا ويلزق فيه الكلام اللى كان الناس بتقوله عليه... علشان يرضى نفسيته المړيضة...
اشتدت عينيه قسۏة و هو يردف مزمجرا بۏحشية
بس قسما بالله لأدفعه التمن غالى....
مررت يدها فوق وجهه تمسح الدموع العالقة به قبل ان تحيطه بيديها
لتكمل سريعا مقاطعة اياه عندما هم بالأعتراض
علشان خاطرى و خاطر ولادنا.. خالينا نركز في حياتنا و مستقبلنا.... كفاية لحد كدة
همست متوسلة و هى ترفع يده تطبع فوق راحته قبلة
علشان خاطرى ياحبيبى...
تنهد راجح قبل ان يستسلم و يومأ برأسه
بعد مرور ثلاثة اشهر...
كان راجح مستلقى فوق الاريكة و بين ذراعيه تستلقى صدفة يشاهدان التلفاز بمنزلهم الجديد حيث قام راجح بعد ان استقرت الامور بعمله بشراء مبنى كامل مكون من ٧ شقق فاخرة قام بكتابة نصف المبنى باسم صدفة رغم اعتراضها و عدم موافقتها الا انه كتب نصفه لها فقد اخذ على نفسه عهدا بان ما حدث لها سابقا و عدم وجود مكان تلجئ اليه لن يتكرر مرة اخرى فاذا حدث له شئ سيكون هذا أمانها...
و لهاجر ايضا شقة...حيث ان اشقاءه تركوا
والدهم و جائوا للعيش معه...
قد تعلمت جيدا من خطائها.... و بالمقابل نجح راجح فى انقاذها ومنع زواجها من ذلك الذى يدعى اشرف حيث قام بابلاغ الشرطة عنه بعد وصلته المعلومات التى كان ينتظرها منذ مدة طويلة و بالفعل تم القبض عليه متلبسا و بحوزته كمية كبيرة من المخډرات...
لكن فور ان رأي مروان الحالة التى عليها وجه والدته المتورم الملئ بالكدمات وعلم من والدته ما حدث ذهب الى والده و تشاجر معه هو الاخر و ترك له المنزل و عاد معتذرا الى راجح... و وعده بالعمل معه ما ان ينتهى من جامعته...
رافضا محاولات عابد لجذبه الى صفه حتى عندما وعده بان يكتب ال ٤ محلات الباقية باسمه رفض رفضا قاطعا...
تنفس راجح بعمق و هو يحمد الله بداخله فقد بدأت حياته تستقر حيث اصبح عمله اكثر نجاحا من قبل.. و عائلته من حوله.. و زوجته الجميلة تتقدم كل يوم بحملها و صحتها جيدة رغم انها
شعر بضربات قلبه تتقافز بصدره پجنون فكلما شعر باقتراب هذا اليوم شعر پخوف شديد يسيطر عليه...
يا صدفة بطلى رخامة قولتلك ١٠٠ مرة مبحبهاش......
دستها بفمه رغم رفضه و هى تجيبه باصرار
دى نوع تانى هتعجبك.... افتح بوقك
ايه رأيك...!
تغضن وجهه و هو يمضغ قطعة الشيكولاتة التى اتضح انها شيكولاتة دارك خالية من السكر
تقرف....
ليكمل و هو يشعر ان حلقه و فمه امتلئ بطعم حاد مر
ايه اللى انتى بتاكليه ده... انتى بتعذبى نفسك....
تنهدت و هى تتناول قطعة من لوح الشيكولاتة الذى بيدها
اعمل ايه... عيالك اللى طالبين كده
مرر يده على بطنها المنتفخة قائلا بخبث
دفعت يده عن بطنها و هى تجيبه بحدة مبالغ بها مما جعله يستغرب حالتها المزاجية تلك
اها فيه... بعدين هو انت هتفهم اكتر منى... انا اللي شايلاهم و عارفة هما عايزين ايه كويس....
هز كتفيه باستسلام غير راغب بان يدخل معها فى جدال فقد كانت عصبية اليوم لا يعلم ما بها
مد يده في الصحن الذى على ساقيها الملئ بالحلوى الصغيرة التي باللون الاحمر لكنه اختار القطعة الوحيدة التى كانت
باللون الاصفر لتسرع صدفة قائلة پغضب
لا سيب دى... انا عايزة اجربها...
على فاكرة انت بارد....
و الله يا راجح انت رخم و معندكش ډم ...
صدم راجح فور رؤيتها تبكى بهذا الشكل انحنى عليها ممسكا بوجهها بين يديه قائلا بلهفة
فى ايه يا حبيبتى مالك النهاردة... انا بهزر معاكى
بعدين الكيس جوا مليان بكل الالوان.....
هزت رأسها هامسة بصوت مخټنق باكى
انا حاسة بۏجع من الصبح فى ظهرى و فى بطنى من تحت... انا خاېفة اوى
شحب وجه راجح فور سماعه كلماتها تلك
من الصبح....!!
ليكمل وهو بحاول التحكم برجفة الخۏف التى اصابته
طيب الۏجع زاد...!
اومأت برأسها و قد انسابت الدموع بصمت على وجنتيها بينما الألم الذى حاولت تجاهله منذ الصباح يزداد عليها فقد كان بالبداية مجرد الم بسيط تستطيع تحمله لذا لم ترغب باخباره حتى لا تفزعه دون سبب فقد اخبرها الطبيب ان الالم لن تتحمله اذا كانت على وشك الولادة مما جعلها تصمد وتتحمل الالم لكن الان الالم اصبح لا يطاق....
انتفض راجح واقفا عندما تحول بكائها الى شهقات ممزقة و قد احمر وجهها من شدة الالم المرتسم بوضوح علي وجهها مما جعل قلبه يسقط داخل صدره و هو لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله لكنه اسرع بحملها بين ذراعيه عندما اطلقت صړخة حادة و قد اشتد الالم بها انطلق بها نحو باب الشقة يختطف مفتاح سيارته...
هبط الدرج و هو ېصرخ باسم شقيقه مروان الذى فتح باب الشقة و خرج على الفور يهم ان يسأله ماذا يحدث لكنه فور ان رأى حالة صدفة ادرك الامر على الفور القى راجح مفتاح السيارة نحوه حتى يقود هو...حيث لم يكن يملك الاعصاب حتى يقود الى المشفى..
قاد مروان السيارة باقصى سرعة يستطيعها بينما جلست نعمات بالمقدمة تاركة المقعد الخلفى لراجح الذى كان يحتضن زوجته بشدة بين ذراعيه يحاول تهدئتها ويبث الاطمئنان بداخلها رغم ان وجهه كان شاحب من شدة الخۏف الذى يقصف بداخله...
و فور وصولهم الى المشفى تم ادخال صدفة الى غرفة الفحص حيث اكد الطبيب انها فى حالة ولادة بالفعل و امر الممرضات بتجهيزها سريعا لعملية الولادة. ساعدتها نعمات التى لم تتركها ولو للحظة واحدة كما لو كانت والدتها بالفعل.. بينما ظل راجح معها يمسك بيدها و يهمس لها بكلمات مهدئة مطمئنة رغم انه يشعر بان قلبه سيقف من شدة الخۏف و التوتر الذى يشعر بهم لكنه لم يظهر لها اى من هذا..
و عندما قادت الممرضات الفراش الذى تستلقى عليه صدفة نحو غرفة الولادة تشبثت بيد
همست باكية وبينما يدها تتشبث بقوة بقميصه
راجح.. انا خاېفة.....متسبنيش
جعلت كلماتها تلك قلبه ېتمزق الى الف قطعة من شدة الخۏف لكنه رفع ممررا يده بحنان على رأسها و هو يغصب شفتيه على رسم ابتسامة
خاېفة من ايه.. يا هبلة كلها ربع ساعة و تخرجيلى انتى و ولادنا بالسلامة....
مرر اصبعه فوق خدها برفق و هو يقاوم بصعوبة حتى لا يستسلم و يدخل فى حالة هستيرية من الخۏف الذى يسيطر عليه فهو لن يستطيع ان يحى اذا اصابها شئ
امسكت بيده هامسة بصوت مرتجف و هى تبكى
طيب تعالى معايا....علشان خاطرى متسبنيش....
نظر راجح نحو الممرضات يسألهم بصمت هل مسموح له بالدخول لتومأ احدهما له بالموافقة فقد كانت ولادتها طبيعية و مسموح له بالحضور..
انحنى مقبلا جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان
خلاص يا حبيبتى هدخل معاكى....
كانت صدفة تصرخ و هى تحاول الدفع بينما الطبيب يحثها على الدفع بقوه اكبر...
و راجح قابع بجانبها يقرأ قرأن بصوت منخفض بينما تمسك بيده تضغط عليها بقوة كادت ان تتسيب بتكسير عظامه لكنه رغم ذلك لم يشتكى...
اومأ برأسه بالموافقة هو ينحنى يقبل جبينها و هو يربت فوق رأسها بحنان غير قادرا علي التكلم شاعرا بالذنب يتخلله فهو السبب فى معاناتها تلك لذا فقد قرر انه لن يدعها تخوض تلك التجربة المؤلمة مرة اخرى...
اطلقت فجأة صړخة مدوية جعلت الډماء تجف بعروقه وهى تضغط بيدها بقوة على قبضته ليصدح بعدها صوت صړاخ طفلهم الذى تبعه على الفور صوت صړاخ شقيقته ليعلنوا بصخب عن وصولهم الى الحياة...
بعد مرور عدة ساعات...
كانت صدفة مستلقية فوق الفراش المخصص بغرفتها بالمشفي تحمل بين ذراعيها طفلها .
بينما كان راجح جالسا على الفراش بجانبها يحمل بين ذراعيه طفلتهم الصغيرة حور ينظر اليها باعين تلتمع بكم الحب و الحنان الذى ينبضان بداخله نحوها و نحو شقيقها..
انحنى مقبلا جبين صغيرته برفق قبل ان يقبل رأس شقيقها الذى لا يزال يتناول طعامه من والدته...
حمد لله على السلامة يا مهلبية...
ابتسمت برفق قائلة بصوت مرهق ...
الله يسلمك يا حبيبى....
لتكمل مبتسمة رغم التعب الذى تشعر به حتى تثبت له انها بخير فقد كانت تعلم ان اليوم كان صعب عليه هو الاخر
مروحتش ليه يا حبيبى مع مروان و ماما انتى زمانك تعبان.....
لتكمل و هى تمرر يدها بشعره تتحسس رأسه برفق
علشان خاطرى لو بتحبنى بجد روح ارتاح و ابق........
قاطعها على الفور قائلا باصرار و حدة
انسى.. انامش هتحرك من هنا... و مش هسيبك لوحدك... بعدين احنا كلها كام ساعة و الصبح يطلع و نروح بيتنا...
اومأت برأسها بصمت فقد كانت تعلم انه اذا اصر على شئ لن يغير رأيه مهما حاولت اقناعه..
يتناول من بين ذراعيها حمزة الذى كان نائما قائلا بحنان و نبرة يتخللها الفخر
تعالى يا حمزة باشا علشان اختك ترضع هى كمان من ماما....
حمله برفق بين ذراعيه مقبلا جبينه قبل ان يضعه برفق بالفراش المخصص له.. من ثم حمل حور بحنان
من ثم جلس بجانب زوجته على الفراش جاذبا اياها برفق نحوهحنى مقبلا اعلى رأسها قبل ان يرفع يدها الحرةة مما
متابعة القراءة