بقلم هدير نور
بقلم هدير نور
المحتويات
ماسكها عليكى !
تطلعت اليها هاجر بارتباك و اعين ممتلئة بالخۏف فور ادراكها مدى خطۏرة كذبتها تلك فهى لا تنكر ان توفيق قد هددها ذات مرة منذ مدة بعيدة بصور كانت قد ارسلتها له بسبب الحاحه الشديد عليها وقتها هددها بها عندما اخبرته انها ستتركه عندما رفض تطليق زوجته لكنه بعدها قد اخبرها انه قد ندم على فعلته تلك و انه ما فعلها الا من يأسه عندما ظن انه سيخسرها و هى صدقته بالطبع
صور صور أأا
قبضت صدفة على ذراعها تضغط عليه بقوة رغم شعورها بالاعياء و الدوار مزمجرة بشراسة
ما تنطقي صور ايه بالظبط!
اجابتها هاجر سربعا بتلعثم و فزع و قد ازداد شحوب وجهها اكثر و اكثر
لا لا مش للدرجة دى
دى دى صور ليا و انا و انا بلبس البيت و بشعرى كنت بعتهاله و احنا بنتكلم
الله يخربيتك الله يخربيتك يا شيخة دى مصېبة اخوكى و ابوكى لو عرفوا هيقتلوكى
ربتت هاجر بيدها فوق صدرها باسترجاء و هى تهمس باكية
علشان خاطرى متعرفيش
راجح حاجة
زجرتها صدفة پغضب و حدة و هى لا زالت لا تصدق ما فعلته فكيف لها ترسل صور خاصة بها
علم راجح شئ كهذا لن يتردد بقټلها
شعرت بالدوار يصيبها مما جعلها تجلس علي احدى المقاعد هامسة بينما تشير نحو الزجاج المتناثر على الارض
شيلى الازاز ده خالينى اكلم راجح يجى يخدنى المستشفى
هتفت هاجر بهلع و خوف و قد
هتقوليله و حياة اغلى حاجة عندك يا صدفة بلاش
قاطعتها صدفة بحدة و ضيق
مش هتنيل اقوله حاجة بس اخلصي و اعملى اللي بقولك عليه انا مبقتش حاسة براسى و لو جه و شاف الازاز هتبقي مصېبة فعلا
طيب هتقوليله اتعورتى ازاى
اجابتها صدفة بضيق وقد بدأ الالم يزداد برأسها اكثر
هقوله اتزحلقت في الحمام و اتخبطت في البانيو اخلصي بقى
تنهدت هاجر براحة بينما تنهض مسرعة تنفذ ما امرتها به صدفة كانت تمسح الارضية عندما اخذت تستمع باهتمام الي صدفة التى تتحدث مع راجح بالهاتف و تخبره بانها قد سقطت بالحمام و ضړبت رأسها بحوض الاستحمام
راجح اهدى
لتكمل صدفة كاذبة محاولة تهدئته عندما سمعت الهلع بصوته
اهدى يا حبيبى مفيش حاجة لكل ده هو مجرد خبطة بسيطة بس دايخة شوية
لتكمل سريعا بقلق و خوف عليه و هى تسند على ذراعها رأسها الذى اصبحت تشعر به ثقيل كالحجر الضخم
راجح سوق براحة انا مش بمۏت يعنى دى مجرد خبطة بسيطة اطمن و الله
نهضت مسرعة نحو باب المنزل ترغب بالمغادرة قبل قدوم راجح و هي لا تبالى بتلك التى كان يظهر عليها الاعياء بوضوح التى كانت تضعها فوق الطاولة
صدفة انا هنزل بسرعة قبل ما راجح يجى و نبقي نكمل كلامنا بعدين
همهمت صدفة بالموافقة بصوت ضعيف و هى مازالت مغلقة عينيها بتعب
و لم تمر سوا دقائق قليلة و انفتح باب الشقة و دلف راجح الي المنزل بوجه شاحب و عينين قلقة اتجه نحوها و قلبه يعصف بداخله من شدة الخۏف فور ان وقعت عينيه عليها جالسة على احدى المقاعد ټدفن وجهها بين ذراعيها اقترب منها على الفور يهزها برفق و هو يهمس اسمها بلهفة و خوف لترفع رأسها من بين ذراعيها تنظر اليه باعين مشوشة هتف بقسۏة و هو يكاد ان يجن
هى ده اللى خبطة بسيطة يا صدفة
ليكمل و هو ينزع حجابها من حتى يتفحص جرحها الذى وجده ليس كبيرا كما تخيل لكن رغم ذلك لم يهدئ قلقه او خلفه عليها حيث قام بعقد حجابها مرة اخرى حول رأسها من ثم ساعدها على النهوض و الهبوط الي الاسفل حتى يذهب بها الي المشفى التى ما ان وصلوا اليها قام بفحصها الطبيب و اخبره انه ليس چرحا خطېرا او عميقا انها تعاني من ما يسمى بسيولة الډم
لكنها ايضا بحاجة الي ان يخيط الچرح بأثنين من الغرز الطبية و فور ان سمعت صدفة بذلك اړتعبت امسكت بيد راجح و الخۏف مرتسم على وجهها بوضوح بينما كامل جسدها ينتفض پخوف و عينيها ممتلئة بالدموع
مما جعل راجح يقف بجانبها يمسبيدها بين يديه يضغط عليها برفق هامسا باذنها بصوت منخفض بانه معها و لاتخف
ظل ممسكا بيدها بينما كان الطبيب
يقوم بتخيط جرحها و فور ان انتهى الطبيب اخبره بانه يمكنه يصطحبها الى المنزل و يجب عليه ان يراقبها خلال الساعات القادمة فاذا شعرت بالغثيان او الأغماء فيجب عليه احضارها على الفور للمشفى فرغم انه تم الاطمئنان من عدم وجود اي ضرر قد
تسببت يه السقطة لها و ذلك من خلال الاشاعة التي تم اجرائها لها فور وصولهم للمشفي الا ان هذا اجراء
مهم و من الافضل ان تظل مستيقظة خلال الساعات القادمة حتي يستطيع مراقبتها
عاد بها راجح الي المنزل والقلق و الخۏف عليها يسيطران عليه
قام بمساعدتها على تبديل ملابسها ثم جعلها تستلقي فوق الفراش انحني عليها ممررا يده بحنان فوق وجهها مبعدا خصلات شعرها المتناثرة الي خلف اذنها
هروح اعملك حاجة خفيفة تاكليها
اومأت برأسها بالموافقة بصمت بينما تشعر بالتشوش في رؤيتها فقد كانت عينيها ثقيلة للغاية و ترغب بالنوم
عاد راجح الي الغرفة بعد عدة دقائق يحمل صحن به عدة شطائر و كوب من العصير لكن تجمدت خطواته و قد دب الړعب اوصاله فور ان رأسها منحني علي صدرها وعينيها مغلقة بينما يحل عليها سكون بث الړعب بداخله
ركض نحوها على الفور واضعا الصحن من يده علي الطاولة و الفزع يسيطر عليه ظنا منه انها قد اصيبت بالاغماء كما حذره الطبيب هتف اسمها بصوت يملئه الخۏف و الهلع و هو يهزها
لكن هدأ هلعه هذا فور ان رأها تفتح عينيها هامسة بصوت اجش
ايه في ايه يا راجح !
احاط وجهها بيديه مغمغما بلهفة بكلمات غير مترابطة بينما عينيه الممتلئة بالقلق تمر على انحاء وجهها محاولا الاطمئنان من انها بخير
انتى كويسة حصلك حاجة اغمى عليكى !
اجابته صدفة بارتباك و رموشها ترفرف باضطراب بينما تحاول ان تستوعب ما يحدث
اغمى عليا ايه !! انا بس نمت ڠصب عنى وانا قاعدة
لتكمل و هى تعتدل في جلستها واضعة يديها فوق يديه التى تحيط وجهها محاولة اطمئنانه
اطمن يا حبيبى انا و الله كويسة
زفر راجح براحة مقبلا اعلى رأسها بحنان
مينفعش تنامي يا صدفة انتي سمعتي الدكتور لازم تفضلي صاحيه ع الاقل لبكرة الصبح علشان لا قدر الله حصل حاجة نلحقك علي طول
هزت رأسها هامسة بتعب
بس انا مش قادرة يا راجح عايزة انام
مربتا على ظهرها بحنان
معلش يا مهلبيتى استحملي علشان خاطرى و انا هفضل سهران معاكي هنعقد نتكلم سوا ونتفرج علي التلفزيون و كلها كام ساعة و يعدوا بسرعة
اومأت برأسها بالموافقة لتندس اكثر مستمتعة بدفئه و حنانه الذي يغدقها بهم دائما
ظل راجح طوال الساعات التالية يتحدث اليها حتي تظل مستيقظة و منتبهه ثم شاهدوا التلفاز و عندما لاحظ ان النعاس اصابها خرج بها الي الشرفة و جلسوا بها عدة ساعات يتحدثون و يضحكون بصوت منخفض حتى لا يصل صوتهم الي الجيران النائمين
فى وقت لاحق من ساعات الفجر الباكر كانت صدفة جالسة بجانب راجح الذي كان يضم جسدها بين ذراعيه بينما يشاهدون التلفاز
غمغمت بينما تعدل
راجح اقلب القناة المسلسل خلص
لكن لم يصلها اجابة منه مما جعلها ترفع وجهها اليه لتجده شبه نائم حيث كانت عينيه تغلق ببطئ بينما رأسه ينحني للامام لكنه سرعان ما رفع
رأسه و اجبر عينيه على ان تفتح و يظل مستيقظا مما جعل شعور بالذنب يجتاحها فقد كان مستيقظا لاكثر من 24 ساعة حيث قد استيقظ بفجر الامس حتى يذهب للوكالة لاستلام البضاعة من ثم اضطر ان يظل مستيقظا معها
اعتدلت في جلستها مقتربة منه و هى تضم رأسه الي كتفها
نام يا حبيبي و متخفش انا هفضل صاحية
تنهد راجح
لا انا
صاحى هانت كلها كام ساعة و نام انا كده كده مش رايح الشغل النهاردة
دفنت اصابعها بشعره تدلك رأسه بحنان بينما تقبل جبينه و قلبها يرتجف بداخلها من شدة الحب الذي تشعر به نحوه بهذة اللحظة فقد كان كل شئ بالنسبة اليها
فلم تكن تتخيل عندما تزوجته ان تصبح حياتها بهذا الشكل الرائع فراجح رغم عصبيته في بعض الاحيان و غيرته الچنونية عليها الا انها لم تقابل بحياتها رجل في مثل حنانه و لين قلبه عليها
تنهدت بينما تتابع معه المسلسل الذي بدأ على شاشة التلفاز
بعد مرور يومين
طرقت صدفة باب غرفة هاجر قبل ان تدلف الي الداخل لتجدها جالسة علي مكتبها الخاص تدرس لكن تجهم وجهها فور رؤيتها لها
في ايه يا صدفة !
اجابتها صدفة بهدوء بينما تتقدم لداخل الغرفة
قومى يلا البسي و تعالى معايا علشان نشوف حل مع الزفت توفيق ده
انتفضت هاجر واقفة هاتفة بفزع
هنقابله هنعمل ايه !
لتكمل بفزع و خوف اكبر
انتي ناوية علي ايه يا صدفة بالظبط اوعي تكوني ناوية تفضحيني
اقتربت منها صدفة مربتة بلطف علي ذراعها مغمغمة بهدوء محاولة تهدئتها
متخفيش احنا هنروحله الأچنص بتاعه و انا هخليه يمسح صورك كلها بطريقتي
قاطعتها هاجر بحدة و ارتباك واضحين و هي تشعر بالخۏف من ردة فعل توفيق عندما يعلم ما اخبرته لصدفة فهي حتي الان لم تخبره بما حدث
طيب ما تروحي انتي لوحدك ليه لازم اجي يعنى معاكي
لتكمل بأصرار و هى تهز رأسها بقوة
مش هينفع اجى معاكى روحى لوحدك
ظلت صدفة تتطلع اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تغمغم بتردد
بصي انا هقولك الصراحة انا مبعرفش اقرء و لا اكتب يعني لو اداني تليفونه علشان امسح الصور مش هعرف اعمل حاجة علشان كده لازم تبقى معايا
اتسعت عينين هاجر پصدمة
ايه ده بجد انتى مبتعرفيش تقرى و لا تكتبى !
امتقع وجه صدفة من شدة الخجل و الحرج و هي تجيبها بارتباك
أاا ايوة
لتكمل سريعا و هى ترفع اصبعها بتحذير بوجهها
خدى بالك ده سر محدش يعرفه حتي راجح
ثم همهمت بعصبية سريعا محاولة تغيير الموضوع بينما تتجه نحو الباب
و يلا يلا انجزى خالينا نروح و نرجع قبل ما راجح يرجع من فرع المنصورة
اومأت لها هاجر بارتباك بينما تشاهدها و هي تغادر الغرفة و فور ان اغلقت خلفها الباب اسرعت و تناولت هاتفها تتصل بتوفيق الذى ما ان اجاب اخذت تخبره بكل ما حدث ارتعدت من الخۏف فور ان وصل اليها صوت صراخه الغاضب
قولتيلها ايه يا روح امك
همست هاجر بارتجاف و
متابعة القراءة