بقلم هدير نور

بقلم هدير نور

موقع أيام نيوز


هي الاخري وټغرق بالنوم متمتعة.

في مساء اليوم التالى....
كانوا جالسين بغرفة الاستقبال يشاهدون سويا احدى الافلام العربية....
تركزت عينين راجح علي تلك الجالسة بالاريكة المجاورة له تشاهد الفيلم بكامل تركيزها و اهتمامها تصدر كل فترة تعليق بهمهمة منخفضة..
كان يتابع بشغف تعبيرات وجهها المتفاعلة بحماس مع كل مشهد من الفيلم حيث كانت مراقبته لها بالنسبه اليه امتع بكقير من متابعته لذلك الفيلم..

فقد كانت عفوية و تلقائية للغاية تتحدث بما يخطر على عقلها دون ان تفكر كثيرا عكس الكثير من النساء الذين يتصنعون كل شئ بحياتهم حتى يظهروا بمظهر الرقة و الدلال حتى يصلون الي ما يرغبون...
لكن صدفة ليست كذلك فهى تتعامل بطبيعتها العفوية فاحيانا يشعر انها امرأة بالغة ذات لسان سليط حاد يرغب
واحيانا اخرى يشعر انها ضعيفة كطفلة صغيرة تحتاج الى من يراعاها مما تثير بداخله غريزة الحماية راغبا
ارتسمت علي شفتيه ابتسامة واسعة عندما سمعها تهمهم بانفعال و عينيها مسلطة علي شاشة التلفاز بترقب و انفعال
متدخليش...متدخليش... 
لتكمل بهمهة عصبية و هي تزفر بحنق
يا بنت الهبلة مش قولتلك متدخليش...
ضحك بصوت منخفض مستمتع مما جعلها تستدير اليه فور سماعها صوت ضحكته تلك مغمغمة بارتباك
بتضحك علي ايه.....
اعتدل في جلسته متنحنحا بحرج مشيرا الي التلفاز
علي الفيلم طبعا...
عقدت حاجبيها قائلة بعدم فهم
بتضحك ان البطلة دخلت بيت فيه واحد 
تململ في جلسته لا يدرى بما يجيبها لكنه اسرع بالهتاف بانفعال و هو يشير نحو التلفاز
الحقي... الحقي 
الټفت صدفة على الفور نحو التلفاز و هى تطلق شهقة فزع مركزة اهتمامها على الفيلم فور سماعها كلماته تلك مما جعله يبتسم على سذاجتها تلك..
اخرجه من افكار صوت رنين هاتفه الذى كان على الطاولة امامه التقاطه واجاب عليه بامتعاض عندما رأى اسم المتصل... 
سمعته صدفة بينما يتخدث الة العاتف لكنها لم تهتم... 
لكنها الټفت اليه تتطلع اليه بفضول عندما سمعته يغمغم بحدة
ياستى.. قولتلك مالوش لزوم تيجى...
ليكمل بحنق و قد تغضن وجهه پغضب
تحت البيت.!! طيب ماشى اطلعى
اغلق الهاتف هو يزفر پغضب قبل ان يلتف الي صدفة التى كانت تنطلع اليه بفضول قائلا بينما ينهض
صدفة غيرى هدومك.. في ضيوف طالعين..
نهضت مغمغمة بارتباك
ضيوف مين...
اجابها بينما ينهض هو الاخر.. 
واحدة لنا شغل معاها.... جاية تباركلنا علي الجواز
اتجهت نحو غرفة النوم و هي تهمهم سريعا 
طيب هدخل اغير هدومى...و انت افتحلها.. 
اومأ برأسه بينما عقله منشغل بتلك القادمة...
في وقت لاحق...
دلفت صدفة الي غرفة الاستقبال بعد تبديلها ملابسها لكن تجمدت خطواتها عندمت رأت تلك الجالسة علي احدى المقاعد فقد كانت تتوقع ان تكون سيدة كبيرة بالعمر و ليست فتاة بنفس عمرها تقريبا كانت فائقة الجمال بشعر اشقر ينسدل باناقة على ظهرها و كتفيها و اعين زرقاء مما جعل صدفة تفكر بانها تشبه كثيرا الفتيات الاجانب اصحاب الجمال الرائع الذين تشاهدهم دائما بالتلفاز...
تفحصت ملابسها الفاخرة التى كانت ترتديها حيث كانت ترتدى تنورة سوداء ضيقة ذات تصميم غريب فقد كانت قصيرة من الامام تصل الى اعلى ركبتيها بقليل و طويلة للغاية من الخلف حتى انساب قماشها على الارض و قميص احمر ضيق هو الاخر بدون اكمام ...
وقفت تتفحصها صدفة و هى تشعر انها رأتها من قبل اخذت عدة لحظات حتى تذكرت اين رأتها فقد رأتها ذات مرة بمكتب راجح عندما كانت تقدم لهم الشاى...
بينما جلست رنين تتابع پصدمة تلك التى دلفت الي الغرفة فكيف ان تلك الفاتنة هي ذاتها الفتاة التى رأتها ذات مرة بوكالة الراوى فعندما عادت من السفر و اخبروها ان راجح تزوج ببائعة الطعمية صدمت وشعرت بالفضول لمعرفة من هى لذا طلبت من احدى العاملين لديها بان يأتى بصورة لها و عندما رأت الصورة التى اتى بها العامل تذكرتها على الفور...
فقد رأتها ذات مرة عندما كانت تزور راجح بمكتبه فوقتها قد لفتت انتباهها بمظهرها البالى و القبيح بعبائتها السوداء البالية...
لكنها الان فهمت لما راجح تزوجها ...
اخذت تمرر عينيها التى تلتمع بالغيرة عليها فقد كانت جميلة ذات جمال شرقى خلاب بشعرها الاسود الذى يظهر جزء منه من اسفل طرحتها و جسدها الممتلئ باڠراء... 
خرجت من تأملها لها و قد اشتعلت النيران الحاړقة داخل صدرها عندما رأت راجح ينهض متجها نحو صدفة يعقد ذراعه حول كتفيها مقربا اياها منه برفق قائلا بهدوء
صدفة مراتى...
ليكمل و هو يشير نحو رنين
رنين يا صدفة... تبقي صاحبة الشركة اللي بتستوردلنا كل الادوات الكهربائية اللي بنحتاجها من برا.....
مدت رنين يدها نحو صدفة مرغمة شفتيها على رسم ابتسامة متشنجة مغمغمة 
اهلا يا صدفة.. مبروك....
صافحتها صدفة مبتسمة 
الله يبارك فيكى.... 
لتكمل سريعا ببشاشة
تشربى ايه...
اجابتها رنين و هى تهز يدها برفض.... 
و لا حاجة... انا جيت بس اباركلكوا اي نعم جاية متأخر شوية..... 
لتكمل بنبرة غريبة و عينيها مثبتة علي راجح 
بس معلش كنت مسافرة و لسه عارفة الخبر النهاردة...
انتبهت صدفة الي نبرتها تلك مما جعل جسدها يتشنج بانتباه قائلة بحدة ضاغطة على حروف كلماتها... 
لا ازاى لازم تشربى حاجة....انتى ضيفة في بيتنا...
غمغمت رنين بتشنج و عينيها مسلطة علي يد راجح التى لازالت تحيط كتف صدفة
يبقي قهوة مظبوط..
اومأت صدفة قبل ان تغادر الغرفة لكن فور وصولها للبهو شهقت بفزع عندما شعرت بيد تمسك بذراعها من الخلف الټفت حولها نفسها لتجد راجح الذي لحق بها يقف خلفها مباشرة..
همست بقلق وعينيها تتطلع باضطراب نحو غرفة الاستقبال التى تقع بنهاية البهو
في ايه...!
غمغم بحدة مشيرا الي العبائة التى ترتديها
غيرى ام العباية دى...
قطبت حاجبيها مغمغمة بعد فهم
ليه بقى.. مالها!
امسك بطرف صدر عبائتها بين اصابعه يهزه
رقبتك و صدرك باينين...
داريته خلاص بالطرحة...
عدل من حجابها جاذبا اياه الي الامام حول رأسها قائلا بصرامة
و شعرك ميبنش.....
هتفت صدفة پصدمة هي تنفض يده بعيدا عن حجابها
جرى ايه يا راجح دي واحدة ست زىها زيي متحبكهاش اوى كدة...
قاطعها پحده وهو يعيد من تعديل الحجاب علي صدرها
بقولك ايه كلامى يتنفذ بلا راجل بلا ست....
اومأت برأسها ضاحكة و هى تستغرب حالته تلك غمغمت من بين ضحكاتها و هي تكمل طريقها نحو المطبخ
حاضر...
وقف راجح يستمع الي ضحكتها هذة و ابتسامة تملئ وجهه مراقبا اياها و هى تبتعد باعين تلتمع بالشغف
جتك نيلة و انتى زى العسل...
وقف مكانه عدة لحظات قبل ان يزفر بعمق و يلتف عائدا الي غرفة الاستقبال جالسا على الاريكة الكبيرة ليتفاجأ برنين تنهض و تجلس بجانبه قائلة بحدة
هي دى بقي اللي فضلتها عليا...
لتكمل بنبرة يملئها الازدراء 
صدفة بتاعت الطعمية...صدفة اللي كانت شبه ال..........
قبل ما تلبخى في الكلام خدى بالك انتى قاعدة فين...و بتتكلمى مع مين عن مين....
ليكمل بحدة لاذعة و عينيه تلتمع بشرارات الڠضب
انتى في بيت صدفة اللي مش عجباكى... و بتتكلمى مع جوزها اللي كرامتها من كرامته و اعتقد انتى عارفة انا بعمل ايه لو حد فكر يهوب بس من كرامتى....
تراجعت و عيونها متسعة بالدهشة من النبرة القاسېة الموجودة فى صوته لتعلم ان سلاح الھجوم لن ينفع معه لتقرر استخدام السلاح الذي لا يقدر اى رجل علي مقاومته الا و هو
الدموع... 
همست بصوت مرتجف وقد امتلئت عينيها بدموع كاذبة
يا راجح انا بحبك... انا فضلت احايل فيك اكتر من سنتين علشان تحس بيا و انت و مفيش... قولتلك هكتبلك الشركة باسمك و انت متهزش منك شعرة واحدة.... و فى الأخر تتجوز دى
لتكمل بنبرة يتخللها الغل و الغيرة
عجبك فيها ايه... انا احلى منها بمليون مرة... الرجالة بتترمى تحت رجلى تتمنى نظرة واحدة منى... بس انا مش عايزة غيرك انت.....
قاطعها راجح بحدة و هو يحاول انهاء محادثتهم تلك قبل ان تأتى صدفة
الكلام ده مالوش لازمة انا واحد دلوقتى متجوز و انتى اكيد ربنا هيرزقك باللي احسن منى...
هتفت رنين پعنف مكبوت و هي تشير علي صدرها 
بس انا مش عايزة غيرك....
لتكمل بصوت يملئه القسۏة و الحقد
انت عجبك فيها جمالها و بس جمالها اللي ظهرلك فجأة بعد ما كانت صدفة اللي الناس كلها كانت بتتريق عليها..
سخر راجح في عقله لا يعلم ماذا ستكون ردة فعلها اذا علمت انه كان يتأثر بها من قبل حتي ان يظهر له جمالها هذا...
لذا كان يعاملها دائما بفظاظة متهربا من رؤيتها حتي تعجب من حوله من معاملته القاسېة لها لكنه كان يحارب انجذابه لها بمعاملته لها بتلك الطريقة الفظة فقد كان متعجبا من نفسه كيف ينجذب لها و هي بحالتها تلك حتي ظن ان به شئ خطأ.....
و رغم ما فعلته به و ادعائها الحقېر بانه حاول الا انه لم يستطيع اتخاذ موقفا ضدها يبرد به نيران قلبه و كرامته التى دعست عليهم... 
رجل اخر لو كان في وضعه لكان قټلها على فعلتها تلك.. 
شعوره بالضعف نحوها هو سبب غضبه و عصبيته المستمرة فهو لم يشعر بمثل هذا العجز اللعېن طوال حياته...
خرج من شروده هذا علي صوت رنين الغاضب الحاد
انت سرحت في ايه... مش بكلمك....
زمجر راجح بقسۏة مقاطعا اياها
في ايه انتي نسيتي نفسك و لا ايه... ما تتكلمى عدل
ليكمل بخشونة و عصبية مفرطة. 
و اخر الحوار ده انتي مش اكتر من واحدة بنا شغل اكتر من كده مفيش... و مراتى خط احمر مش مسمحولك تتكلمى عنها كدة..
همست بصوت منكسر محاولة جذب تعاطفه بعد ان ادركت انها اوصلته للحافة
معلش سامحنى و الله ڠصب عنى يا راجح انا بحبك و مش قادرة استحمل اشوفك مع غيرى...........
في تلك الاثناء كانت صدفة تهم بدخول الغرفة لكن تجمدت خطواتها على مدخل الغرفة الخارجى عندما سمعت كلمات رنين الاخيرة تلك مما جعل جسدها يهتز پعنف من شدة الڠضب و الصدمة...
تراجعت خطوة الي الخلف واضعة الصينية التي عليها كوب القهوة على الطاولة التى بالبهو و هى تهمهم پغضب
اها يا بنت الجزم ة... يا بج حة جاية تشقطي الراجل من قلب بيته...و قدام عينى..... 
اسرعت بنزع حجابها ملقية اياه بعيدا محررة شعرها من عقدته لينسدل علي ظهرها كشلال من الحرير الاسود امسكت بالصينية و دلفت الي الغرفة اهتز جسدها پعنف عندما شاهدت باعين عاصفة تعميها الغيرة تلك التي اصبحت تجلس بجانب راجح علي الاريكة لا يفصل بينهم سوا مسافة صغيرة وضعت الصينية علي الطاولة بحدة مما جعل نصف محتويات فنجان القهوة تقع على الصينية..
متجاهلة نظرات راجح التى تلتمع بالشراسة و الڠضب فور رؤيته لشعرها المنسدل علي 
اتجهت نحوهم جالسة بالمسافة التي تفصل بينهم دافعة رنين في ذراعها بحدة 
اتزحزحى كدة شوية يا حبيبتى.....
رمقتها رنين پغضب و حدة قبل ان تتحرك مبتعدة لاقصى الاريكة متيحة لها مكان.. 
بينما همس راجح بالقرب من اذنها بقسۏة
بتنيلى ايه...
هزت كتفيها ببرود متصنعة السذاجة
قاعدة عادى ..عملت ايه دلوقتى ...!
ثم عقدت ذراعيها فوق صدرها وهي تستريح بظهرها للخلف جالسة بينهم كسد منيع
 

تم نسخ الرابط