رواية جراح الماضي بقلم سارة
رواية جراح الماضي بقلم سارة
المحتويات
يا فارس دلوقتي احنا هنهرب عشان انت ما تتأذيش إنما زمان احنا هربنا عشان نتجوز و دفعنا تمن هروبنا دة!!
انا فاهم يا ليلى بس احنا هروبا ملهوش فايدة صدقيني هما يقدروا يجيبونا في أي مكان
صمتت مفكرة ليسحب هو من يدها ذاك الجواب و هو يقول
آية
دة!
مش عارفة لقيته قدام الباب و انا داخلة و كان مكتوب عليه اسمي!!
البقاء لله في ۏفاة دكتور فارس يا دكتور ليلي أكيد هو كان حاكيلك أن احنا
كنا عايزينه يشتغل معانا و بما انه ماټ و حضرتك مراته يبقى تقودي المسيرة من بعده
قريب جدا هنبعت جواب زي دة فيه التفاصيل عشان نبدأ شغل
اة و الصورة اللي مع الجواب دي صورة الكتكوتة الصغيرة ابقى سلمي عليها!!
هند يا هند!!
أتت إليه الصغيرة مهرولة و ارتمت بأحضانه ضمھا هو إليه پخوف بينما قالت ليلي
احنا لازم نبلغ مازن باللي حصل دة يا فارس وجودك هنا مش أمان و انا خاېفة عليك انت و هند!!
نهضت من بين أحضانه بخفة حتى لا تجعله يستيقظ اتجهت نحو الباب الذي يدق
فتحته و هي ترتدي شال ليغطي جسدها
قالتها فاطمة بهدوء ظاهري على عكس ذلك البركان المشتعل داخلها!!
دلفت شاهي و هي تختال في سيرها و تتفحص المنزل من حولها
اتجهت لتجلس على اريكة ما براحة و قالت
أمم ذوقك مش بطال
تشربي اية و لا عاملة دايت اصل انتي جسمك مش مظبوط خدي بالك لازم تخسي شوية!!
جزت شاهي على أسنانه بغيظ و قالت
طيب ثواني اقفل الباب على أحمد عشان منزعجهوش أصله نايم متأخر امبارح
اتجهت فاطمة لتغلق الباب على أحمد و جلست أمام تلك ال شاهي واضعة ساق فوق أخرى و هي تقول
ها قولي بقا اللي عندك!!
بصي يا فاطمة أحمد دة بتاعي انا هو حبني قبلك و هيفضل يحبني إنما أنتي مجرد وقت في حياته و هينتهي!!
فعلا و اية كمان!
عايزة اقولك انه هيرجعلي قريب خليكي عاملة حسابك عشان متتصدميش!!
أمم بجد ما
ضحكتش كدة من فترة هيرجعلك بإمارة اية أنك أكبر منه في السن و قربتي على الأربعين و لا بأمارة انه قال عليكي رخيصة لأنك مشيتي معاه من ورا جوزك و لا مثلا بأمارة انه قال عليكي مجرد وقت لطيف و نزوة في حياته و لا مثلا جمالك اللي ما يتقاومش بقولك اية انتي يا عيني
لا يا حبيبتي هيرجعلي بأمارة اني عندي ولد منه!!
لم يتزحزح الجمود من علي وجه فاطمة و قالت بابتسامة
اممم و الولد دة بقا لسة ظاهر دلوقتي و بعدين لو كلامك حقيقي فعلا كنتي رحتي قولتيله هو مش ليا انا إنما انتي جاية و قصدك توقعي بيني و بين جوزي و احب اقولك اطمني انا و احمد بنعشق بعض و مفيش مخلوق على وش الأرض هيقدر يبعدنا عن بعض!!
تجلى الارتباك و التوتر على ملامح شاهي لتنهض فاطمة متجهة نحو الباب و هي تفتحه مشيرة للخارج و قد قالت
و دلوقتي بقي اتفضلي اطلعي برة بيتي و متحاوليش تيجي هنا تاني عشان مقطعش رجلك فهماني طبعا برة!!
هرولت شاهي للخارج و الڠضب قد احتل كيانها و نسج خيوطا من الحقد و الكراهية في عقلها تسببت في غشاوة على عينيها!!
كانت تزرع غرفتها ذهابا و إيابا أمام والدتها و هي تقول بغيظ
طلعت حامل يا ماما نور طلعت حامل و ابنها و لا بنتها اللي جايين في الطريق هيورثوا مع ابني
ممكن تقعدي عشان اللي انتي بتعمليه دة غلط علي ابنك و بعدين ما انتي اللي هبلة بدل ما تحطيلها مانع حمل في الأكل رحتي تصوريها معاه في الاوضة و اهو عرف غبية!!
اعمل اية دلوقتي يا ماما
فكرت والدتها قليلا و قالت بنبرة يشوبها الشړ
حسام دلوقتي في السچن و قريب هيتعدم و هتورثيه و السنيورة لوحدها في الفيلا مش معاها حد من أخواتها و محدش هيقدر يحميها يبقي نبعتلها ستات يسقطوها!!
في الصعيد و تحديدا في محافظة قنا
كانت مستلقية على فراشها كعادتها لم تغادر غرفتها حتى الطعام تأتي به منيرة لها
وجدت باب غرفتها يفتح و تدلف منه صابحة بملامح وجه مكفهرة
و من خلفها منيرة و شهد يتوسلان لها
ابوس يدك يا اما سيبيها في حالها!!
قالتها منيرة بحزن على حال هنا خصوصا بعد ما قصت عليها ما حدث
جومي يا بت سويلم فزي من مكانك إكدة!!
صړخت هنا قائلة
ااه
اوعي ابعدي عني يا يوسف الحقني!!
و الله لخليه يطلجك الليلة بت يا هانم انتي يا بت!!
أتت
الخادمة مهرولة خوفا من بطش تلك الجبارة لتقول صابحة
هاتي الجردل خليها تسيأ الجصر كله يلا!!
يا ستي حرام عليكي معملتش حاجة لكل دية!!
اكتمي خالص معيزاش اسمع حسك يا شهد!!
يا اما يوسف هيطربج الدنيا فوج نفوخنا لو جه لجاكي عاملة فيها إكدة!!
لم تستمع إل توسلات أحد و لا إلى بكاء هنا الذي يقطع نياط القلب
ألقت صابحة هنا أرضا و هي تأمرها قائلة
عايزة الجصر يلمع يلا سيأي
استمعت هنا
إلى حديثها و فعلت ما أمرت به و بدأت تنظف الأرض لتقول شهد
طيب هسيأ معاها يا ستي!!
وااه عملالكم عمل إياك محدش هيساعدها هي هتسيأ لحالها!!
فتح الباب ليدلف منه يوسف و معه ريم التي كان يبتاع لها ملابس جديدة
ما إن رأي هنا على هذا الحال حتى هرول إليها و
صاح بصوت يشبه زأير الأسد و هو يضع عبائته
مين اللي عمل فيها إكدة أنطجوا!!
ردت صابحة ببراءة
و الله يا ولدي هي اللي صممت تسيأ الأرضية جعدت اتحايل عليها و اجولها يا بتي مينفعش في خدم كتار يوسف هيطربج الدنيا لو جه لجاكي إكدة لكن صممت تعمل إكدة لجل ما تنال رضايا!!
نظرات يوسف كانت حاړقة تجاه جدته لكنه لم يتحدث كثيرا بل حمل هنا بين ذراعيه و صعد بها نحو غرفتهما لتقول صابحة پغضب
و الله اجطع دراعي اما كانت سحراله!!
دخل بها الغرفة و وضعها على الفراش و هي متشبثة به بقوة و مازالت تبكي فقال لها
اهدي يا هنا اهدي يا حبيبتي خلاص محدش هيقربلك!! طيب قوليلي مين اللي عمل فيكي كدة!!
جدتك هي اللي دخلت الاوضة و انا كنت قاعدة في حالي و سحبتني
من شعري و قالتلي اعملي بلوقمتك طالما قاعدة في البيت دة لا شغلة و لا مشغلة و انزلي ساعدي الخدم!!
اشتعلت عيني يوسف و هنا يزداد بكاءها و هي تقول
طلقني و رجعني مصر يا يوسف انت كسرتني و هنتني كفاية خلاص بقا حرام عليك!!
استشعر الألم في حديثها ليحتوي وجهها بين كفيه و يقرب وجهه منها قائلا بهمس
انا مش هسمح لحد يهينك يا هنا و حقك هيرجعلك انتي مراتي و انا بحبك و مش هستغني عنك أبدا!!
أنتهى الحديث و صار الصمت هو العنوان و أضحى الحب يحلق فوقهما!!
حسام قتل!!
يا لها من کاړثة كيف حدث و
متابعة القراءة