رواية جراح الماضي بقلم سارة
رواية جراح الماضي بقلم سارة
المحتويات
شعبي حيث المنازل المتهالكة و البشر الذين دعسوا في الحياة بلا رحمة!!
كانت تسير في تلك الحارة الضيقة متجهة نحو منزلها اعترض طريقها رجل بدين في منتصف الخمسينات من عمره مظهره مقزز إلي حد كبير و رائحة الخمر تفوح من فمه
اقترب منها قائلا
اتأخرتي كدة ليه يا بت يا مني!!
نظرت له باشمئزاز و قالت پخوف
كنت في الشغل انت مالك انت اوعي من وشي!!
ظلت تتراجع و هي تدخل الي إحدي البنايات المتهالكة قائلة
ابعد عني يا راجل انت بدل ما ألم عليك الخلق!!
تلمي الخلق علي جوزك يا منمن ينفع كدة برضو!
ابعد عني بقي جتك القرف!!
ازاحته من طريقها و هي تدلف الي منزلها و تنادي بصوت مرتفع
يا اما يا ماما
خرجت من إحدي الغرف سيدة تعدت عامها الستين تمشي بوهن قائلة
الله يسلمك يا حبيبتي انا جبتلك الدوا تعالي يلا عشان تاخديه!
لاحظت والدتها رجفتها فقالت متسائلة
مالك يا مني بتترعشي كدة ليه
قالت مني بصوت مرتعش قارب علي البكاء
الزفت اللي اسمه مرعي دة!!
هو اتعرضلك تاني!
يا ماما دة ماشي يقول في الشارع مني مراتي انا تعبت!!
طيب هعمل اية يا بنتي ربنا يخلصنا منه!!
استجابت ليلي لمطلب فهد و ذهبت
به الي غرفة ذاك المړيض
دقت باب الغرفة و قد سمعت الأذن بالدخول فقالت لفهد
استني هنا لحد ما ادخل اقوله انك عايز تشوفه و ارجع لك
اومأ بها فدلفت هي مبتسمة و قد قالت
ازيك النهاردة
ابتسم بوهن و قال
نحمد ربنا و نشكره
ابتسمت و هي تقول بتردد
في ضيف معايا عايز يشوف حضرتك ينفع يدخل!
اه طبعا خليه يدخل!!
أشارت ل فهد بالدخول
اتسعت عينا سمير بشدة و هو يقول بسعادة
فهد ابني!!
يتبع
نظرت ليلي الي سمير و قالت بدهشة
ابنك معقول!!
حاول سمير القيام من الفراش و لكن محاولته باءت بالفشل فالمړض يتفشي في جسده
تقدم منه فهد بلهفة و هو يحتضنه باكيا
سامحني يا فهد سامحني يا ابني انا آسف!!
مسامحك يا بابا من غير ما تقول انا و داليا ملناش غيرك!!
طيب عن أذنكم يا جماعة!!
قالتها ليلي و هي تستأذن للخروج فهذه أمور عائلية لا دخل لها فيها
لا
يا دكتور ليلي انا عايز حضرتك!!
تفوه بها محسن لتجلس هي قائلة
محكتليش قبل كدة يا فهد!!
اخفض نظره خجلا منها فهو لم يكن يريدها أن تعرف حقيقة والده
ممكن يكون الوقت أتأخر أن والدك يرجع عن اللي كان بيعمله بس هو دلوقتي ندمان علي كل حاجة عملها مفيش داعي انك تتكسف منه ابدا!!
انا مش مكسوف منه انا زعلان علي كل اللي فات كان لازم أقف جنبه و مسيبهوش يكمل في السكة دي بس انا اتخليت عنه
قالها فهد بندم لتربت ليلي علي كتفه قائلة
و اهو قدامك الفرصة انك تعوضه انا مش هخبي عليك حالة والدك متأخرة و اكيد هيحتاجكم الفترة الجاية جنبه عوضوه عن كل اللي فات و ساعدوه يعدي المرحلة دي!!
انا متشكر جدا ليكي يا دكتور ليلي انتي كنتي سبب أن فهد يرجعلي!!
هتف بها سمير بسعادة لتبتسم و هي تنهض قائلة
هسيبكم تشبعوا من بعض عن اذنكم
كانت جالسة في المكان الذي من المفترض أن تتم مقابلتهما فيه
نظرت أمامها لوجده يجلس قائلا
معلش يا فاطمة أتأخرت عليكي!
قالها فارس و هو يجلس منتظرا منها أن تتحدث لتقول
الوصية دي لغبطت كل اللي كنا متفقين عليه المفروض أن احنا كنا هنوهمهم أن احنا هنتخطب عشان ليلي ترجعلك لكن دلوقتي انا لازم اتجوز أحمد!!
بصراحة انا شايف ان مفيش مشكلة انتي لازم تتجوزي أحمد لأنه بيحبك يا فاطمه
طيب و
انت و ليلي!!
ابتسم فارس و هو يشعل سيكارته لتنزعها منه فاطمة منه بعصبية قائلة
مبحبش حد ېدخن قدامي
تحولت ابتسامته الي ضحكات متتالية ليقول
مطلعتش ليلي بس اللي لاسعة دي انتي كمان!!
انا مبهزرش يا فارس انت هتعمل اية مع ليلي!
ليلي هترجعلي يا فاطمة هي بس بتراوغني و عيزاني الف حوالين نفسي خصوصا بعد ما عرفت حقيقة حسام و انها مش السبب في مۏت زين بيه!!
صمتت مفكرة في حديثه ليستطرد هو قائلا
و انتي لازم تبقي مع احمد لأنه بيحبك جدا صدقيني
بس انا مش بحبه
شوفي يا فاطمة انتي زي اختي و مليش مصلحة في اللي بقولهولك دة بس مجرد نصيحة انتي بتحبي أحمد انتي بس محتاجة تفضي دماغك شوية من الدوشة اللي انتي فيها دي و انتي فعلا هتتاكدي من حبك ليه
انت شايف كدة!!
ايوة طبعا و بعدين حتي لو مش بتحبيه حبه ليكي و اهتمامه بيكي كفيل انه يخليكي تحبيه!!
أصوات كثيرة و صور لأشخاص تعرفهم جيدا و مشاهد منفصلة تمر بذاكرتها و هي في حالة بين الوعي و اللا وعي
فتحت جفونها بثقل و هي تنظر حولها مستكشفة المكان
نظرت بجانبها لتجد زهرة جالسة
ابتسمت زهرة و هي تقول
حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي كدة بردو يا هنا عايزة ټنتحري يا حبيبتي!!
اغمضت عينيها پألم و هي تتذكر ما فعلت بعد تلك الوصية التي عقدت الامور
مهما حصل يا هنا دة اختبار من ربنا ليكي لازم تبقي قوية و تواجهي!!
خرج صوتها ضعيفا و هي تقول بارهاق
تعبت يا طنط و الله تعبت جدا مبقتش قادرة استحمل كل اللي بيحصل دة!!
و الله ربنا هيعوضك يا حبيبتي!!
احتضنتها زهرة بحنان استشعرت فيه حنان والدتها الراحلة
دلفت ليلي و قد تهللت اساريرها و قالت و هي تمنع حالها من البكاء
الف سلامة عليكي يا هنا
و بعد الكثير من أحاديث العتاب قالت هنا بتردد
يوسف فاق و لا لسة يا ليلي!!
امتعضت ملامح ليلي و قالت بإشفاق علي حالته
لسة يا هنا حالته مستقرة و مفيش ما يمنع انه يفوق لكن عقله رافض للي
بيحصل و رافض انه يفوق!!
ليلي انا عايزة اروحله
انتي لسة تعبانة مينفعش
سيبيها تروحله يا ليلي و تتكلم معاه يمكن يكون سبب في أن حالته تتحسن مش المړيض الي بيبقي في غيبوبة بيحس باللي بيتقال حواليه!
تشدقت
بها زهرة لتردف ليلي
ايوة استريحي طيب شوية انتي لسة فايقة و بكرة هوديكي ليه
انتي عملتي اية في موضوع مروان يا ليلي!
تساءلت هنا لتقول ليلي
اتنازلت عن القضية و جبتله محامي عشان قضية يوسف!!
يعني قرب يخرج من السچن!
قالتها هنا پخوف مبتلعة ريقها لتردف ليلي
ايوة لازم تكوني مستعدة يا هنا عشان الفرح هيتعمل اول ما يخرج من السچن!!
كان جالسا بمقر شركته و قد انهكه العمل تماما نظر في الساعة ليجدها قاربت علي الثانية صباحا
نهض من محله و هو يرتدي معطفه استعدادا للرحيل خرج و هو ينظر نحو السكرتيرة الخاصة به و قد نسي أمرها تماما
وجدها واضعة رأسها علي المكتب أمامها و قد غطت في ثبات عميق و الإرهاق يبدو عليها
اقترب منها و هو يهزها برفق قائلا
مني يا مني!!
غمغمت بكلمات غير مفهومة ليهزها مرة أخري قائلا
يا مني يلا عشان تروحي الفجر قرب يأذن!!
انتفضت من محلها و هي تدرك وضعها و تحلل كلماته
معقول انا أتأخرت جدا!!
تنهد بضيق فهو السبب في ذلك فقد ظل يعمل و قد نسي أمرها تماما فهي
متابعة القراءة