وإنت سيد من يعلم الأخلاق ويربي المنفلت كانت له طريقته الملتوية في اللعب بالألفاظ واستثارة الحواس عرف كيف يجعل رفيقه يخنع ويتخلى عن العصبية الغريبة لاكتشاف ابنه عبثه مصادفة وإن رتب لذلك عمدا ليضمن بذلك التدخل دوما في شأنه بأسهل الحجج وأقصرها لئلا يترك له الفرصة لإفساد ما خطط ورتب أخبره أيضا في هدوء بقولك إيه الواد أهبل ومش هياخد باله من حاجة نظر إليه مهاب بتردد فحاصره رفيق السوء بهسيسه الخبيث وقد تحولت نظرته الغامضة لترتكز على ذلك الضعيف المصډوم سيبهولي وأنا هتصرف معاه يتبع الفصل السابع والثلاثون الفصل السابع والثلاثون نبتة غير صالحة وكأنه كان ينتظر هذا الاقتراح منه لينجو من المأزق الحرج اللازمة لضمان الحصول على المتعة الكاملة لذا هذه المرة ترك مهاب لرفيقه مهمة تأديب ابنه بأسلوب شبه صارم بلا تردد أقبل ممدوح عليه مختطفا إياه من بين يديه وكأن الفرصة واتته على طبق من ذهب ليفعل فيه ما يشاء دون أن يردعه رادع اشتدت قبضته على أوس والأخير يقاومه بضراوة رغم الړعب المسيطر عليه استوقفهما مهاب قبل أن يبتعدا بالسؤال ونظرته الحادة مرتكزة على طفله هتعمل معاه إيه مبتسما بابتسامة لا تضمر خيرا أجابه مقتضبا وهو يدير رأسه تجاهه لينظر إليه متقلقش بإشارة من إصبعه حذره رفيقه بتشدد رغم الضيق المندلع في صدره مش عاوز تهاني تعرف باللي حصل أكد عليه بهدوء اطمن دي مراتي وأنا عارف هسيطر عليها إزاي وأدخل عليها منين على عكسه بدا مهاب قلقا ومزعوجا فكرر عليه تحذيره بصيغة أخرى مش ناقص مشاكل وخصوصا مع ناريمان لأنها لو عرفت آ قاطعه قبل أن ينهي كلامه هاتفا بثقة عيب عليك ثم ثبت نظراته الغامضة على الصغير تلك التي يخفي ورائها كراهية عميقة وهو يتابع أنا بنفسي هتأكد إن الجميل ده مش هيفتح بؤه نهائي ظل ذلك الشعور المزعج يناوش رفيقه فناداه ممدوح حاول أوس بكل جهده الإفلات منه ومع كل مقاومة يبديها لهذا المقيت كانت أصابعه تتصلب وتشد قوة عليه ليشعر بمدى عجزه حين يجابهه رفعه ممدوح عن الأرضية متجها به إلى الخارج وهو يؤكد لرفيقه أنا ليا لي أسلوبي متقلقش ارتفعت صرخات الصغير أوس وهو يقاد قسرا إلى غرفته بدا ممدوح مستمتعا بأصوات صياحه المستغيث وغير المجدي ما إن ولج إلى داخل الحجرة حتى ألقاه بغيظ على فراشه ليرتد جسده عليه تزحف عليه محاولا الابتعاد عنه لكن لا مهرب له خاصة بعدما أغلق الباب بالمفتاح ليصبح أسيره بحث الصغير بعينيه المرتعبتين عن بقعة يختبئ بها ومع ذلك ظل متسمرا في موضعه يحملق في وجه ممدوح الذي اربدت قسماته بعلامات البغض واسودت نظراته إليه فطالعه بنظرة ممېتة لا تحوي إلا كل ما هو مفزع حين صړخ الصغير مرة أخرى طالبا النجدة من أبيه أخرسه غليظ القلب بأمره الصارم ماسمعش حسك غريزيا انطلقت من أعماقه نداءات الاستغاثة بمن كانت تحنو عليه مؤخرا خاصة بعدما لم يجد أي جدوى من أبيه فراح يردد بارتعاب ماما أنا عاوز ماما رد عليه باستخفاف زاده فزعا على فزع هنا مافيش ماما ولا حتى بابا لحظتها بدا وكأنه يرى الوجه الحقيقي لذلك الۏحش الكاسر تبرز أنيابه من فكيه بدلا من أسنانه انتفض في ړعب مضاعف عندما واصل ممدوح تهديده إليه إنت موجود هنا تحت رحمتي ارتجف كامل بدنه ولم يجرؤ على الصړاخ فقد أدرك أن استغاثته بلا جدوى في اللحظة التي شرد فيها أوس غارقا في تخيلاته المخيفة كان ممدوح قابضا عليه من كتفه ضغط على عظامه الهشة بشراسة متعمدا إيلامه ثم سدد له نظرة أكثر إرعابا
حة يتمثل في وجود لذة مرضية وغريبة تتلخص في فرض القوة والهيمنة على الآخرين خاصة الضعفاء والمفتقرين إلى حرية الاختيار وكأنهم لا يملكون مصائرهم إلا بإشارة ممن يتسيدهم كانت ثمة ما يؤرقها طوال الأيام الماضية فأصبحت أكثر اضطرابا وتوترا وللسيطرة على ما ينتابها من هواجس وخواطر قررت الذهاب إلى الطبيب النسائي لعرض حالتها عليه أثناء انتظارها بعيادته استحضرت في ذاكرتها تفاصيل لقائها ب مهاب أثناء مراسم الاحتفال بالشراكة مع أبيها وقتئذ كانت تعاني من بعض الأعراض الطفيفة ولفت انتباهها إلى ذلك من خلال محادثته اللطيفة معها لكنها ظنت أنها محاولة سخيفة منه للتودد إليها فتجاهلته وتغاضت عن شعور الألم الذي كان يناوشها من آن لآخر لتذهب بعد وقت إلى أحد الأطباء فشخص ما تمر به في معاناتها من القولون العصبي والذي يحتاج إلى عدة إجراءات لتجنب أعراضه ومع زيادة حدة الۏجع تم احتجازها بالمشفى ليصارحها الطبيب المنوط بمتابعة حالتها بوجود مشكلة عويصة في رحمها فتم استدعاء مهاب على وجه السرعة لمراجعة ملفها الطبي وبحضور والدها رجل الأعمال والطبيب المخضرم سابقا على نحو يثير الذعر صړخت ناريمان في هياج محتجة على ما آلم بها اشمعنى أنا حاول السيد شوقي تهدئتها فمسح على جبينها متوسلا إياها حبيبتي دي إرادة ربنا كل حاجة هتتحل إنتي قوية وهتقدري تعدي أي محڼة امتزج صوتها بنهنهات بكائها الحادة ده مستقبلي يعني ممكن أتحرم من أغلى حاجة رد عليها بتعقل لتقبل بنصيحته اطمني حتى لو ده حصل ففي بدائل تانية ثم الټفت بوجهه ناظرا إلى الواقف بجواره قبل أن يخاطبه على وجه الخصوص وبعدين الدكتور مهاب موجود معانا وده من أشطر الجراحين تكلم الطبيب الآخر المتواجد بالغرفة في نبرة عملية جادة استئصال الرحم في حالتك مهم وإلا آ قاطعه مهاب في صوت مماثل له في جدية لكنه أكثر حزما وحسما احنا لازم نعيد التحاليل والإشاعات تاني مافيش داعي نعمل حاجة باستعجال طالما لسه الوقت في صالحنا وكأنه نجح في اجتذاب انتباهها بكلماته المنتقاة بعناية تطلع إليها باسما وهو يخبرها مش عايزك تقلقي إنتي في إيد أمينة آنئذ اطمأن شوقي لوجوده وأحس بموجة من الارتياح تتدفق إلى داخله المضطرب بمتابعته الجادة لحالتها الحرجة مرة أخرى تكلم مهاب في هدوء ماكر وأنا مش هسيبك هفضل جمبك لحظة بلحظة أنهى جملته ويد قد امتدت بجراءة منقطعة النظير ليمسك بكفها ويحتضنه نظرت ناريمان من بين دموعها المنسابة بغزارة إلى ما يفعل وحملقت فيه وهو يخاطبها وصدقيني اللي جاي هيكون أحسن بكتير عصفت بها مشاعر الخۏف فاستلت يدها من كفه وتشبثت برأيها في عناد أكبر مش هعمل العملية مهما حصل نفضة خفيفة أعادت ناريمان إلى أرض الواقع نتيجة الصوت المنادي باسمها فقد حان موعد لقائها بالطبيب بعد انتظار لا تعرف إلى متى استمر اتجهت إلى حيث أشارت لها الممرضة فاستقبلها الطبيب بترحاب جلست في مواجهته واستفسرت منه عن نتائج الاختبارات الطبية التي أجرتها بناء على طلبه بعد تشخيصه السابق لها سألته في تلهف مترقب متوقعة أن تكون بالأوراق البشرى السارة ها يا دكتور أنا حامل صح نكس رأسه في شيء من الحرج وقال بتردد مش عارف أقولك إيه يا هانم استشعرت من طريقته المريبة وجود خطب ما خاصة مع تجنب النظر ناحيتها انقبض قلبها وهي تسأله هو في حاجة فرك بيده جبينه ولاذ بالصمت لعدة ثوان كانت بالنسبة لها الأطول إلى أن استجمع جأشه ليخبرها بوضوح صعب يا هانم تكوني حامل لأن مافيش عندك رحم يتبع الفصل الثامن والثلاثون الفصل الثامن والثلاثون مصالح مشتركة لا شك أن الوقوع في فخ أكذوبة الحب العميق أعمى قلبها وبصيرتها بل وحجب عقلها الواعي فلم تر الوجه الحقيقي لما تخفيه النفس البشرية استغرقها الأمر عدة لحظات حتى تستوعب جدية ما يمليه عليها الطبيب من حقائق أكيدة في البداية رفضت تصديقه إلى أن أثبت لها بالبراهين والأدلة كلامه أجهشت بالبكاء المرير بل إنها بكت في حړقة كما لم تبك من قبل اڼهارت صاړخة في ذهول مستنكر طب ليه عمل معايا كده ليه عجز عن إيجاد التفسير المناسب لتصرفه بهذه الطريقة الغامضة في موضوع شائك كهذا وأخبرها بقدر من الحرج إجابة السؤال ده يا هانم مش عندي انتفضت قائمة من موضع جلوسها وطرقت پعنف على سطح مكتبه وهي تطلق وابل تهديداتها أنا هكشف حقيقته لبابا أنا هدمره زي ما ضيعني نهض بدوره هو الآخر وأشار لها بيده مخاطبا إياها بروية من فضلك يا ناريمان هانم تهدي العصبية مش حلوة عشانك نظرت له شزرا وتجاهلته لتخرج بعدها من حقيبتها منديلا قماشيا كفكفت به دموعها المنسابة لتستعد للمغادرة لحق بها الطبيب قبل أن تنصرف ورجاها مش هينفع أسيبك تمشي وإنتي بالحالة دي أوقفته بإشارة صارمة من عينيها أتبعها قولها الآمر لو سمحت ماتدخلش اضطر أن يمتثل بخنوع لرغبتها وتركها ترحل وهو متوجس خيفة من تطورات كشف ما لا يجب معرفته صفقت ناريمان باب غرفة الطبيب خلفها ولسانها يتوعد زوجها المخادع هتشوف يا مهاب مين هي ناريمان شوقي كان أول ما قامت به بعد خروجها من عيادة الطبيب النسائي الشهير هو التوجه إلى المقر الرئيسي لإدارة أعمال والدها لإطلاعه على هذه الکاړثة لم يكن الأخير متواجدا فانتظرت قدومه في مكتبه بصبر فارغ عاد بعد وقت ليس بقليل بعدما انتهى من جولة تفقدية لآخر مشاريعه الاستثمارية في مجال الطب اندهش السيد شوقي من مجيئها الغريب وقام بتأجيل جدول أعماله للمكوث وتبادل الهموم معها تفاجأت ناريمان بشدة عندما وجدته على علم كامل بما أصابها وهتفت في استهجان متعاظم وكأنها لا تصدق اشتراكه فيما اعتبرته چريمة نكراء يعني كنت عارف يا بابا بده في هدوء كبير وبلا أدنى توتر أخبرها وهو يسترخي في مجلسه أيوه وكنت متوقع إن في مضاعفات تحصل مهاب كان صريح معايا من الأول ووعدني هيعمل اللي يقدر عليه علشان تعدي من الأزمة دي علي خير صاحت في استنكار جلي وقد تشربت بشړة وجهها بحمرة الڠضب بس أنا كنت رافضة وقولتلكم الكلام ده اعتدل في جلسته المسترخية لينظر إليها بثبات قبل أن يصرح لها وأنا صممت لأنه كان في خطۏرة عليكي ظلت على استنكارها الناقم منه تقوموا تتحدوا سوا وتحرموني من حقي رد باقتناع تام طالما هتأذي نفسك فأنا دوري أختار اللي يحافظ على حياتك ويحميكي في ألم متعاظم بداخلها ينخر ثنايا قلبها علقت عليه وأنا دلوقتي إيه واحدة مش موجود فيها أهم حاجة بتميزها أظهر نوعا من الإشفاق لرؤيتها على هذه الحالة المهتاجة فقام واقفا واتجه إليها ليضع يديه على منبتي كتفيها قائلا في صوت رزين وكأن لغة العقل والمنطق هي التي