قصة كاملة للكاتبة حنان اسماعيل....( جاد. ورحيل)

قصة كاملة للكاتبة حنان اسماعيل....( جاد. ورحيل)

موقع أيام نيوز


ومرتبه كما لاحظت ان اكياس تحمل الماركة التى اعتادت ان تشترى منها دائما تفحصتها فوجدت فيها ملابس منزليه وبيجامات نوم فقط ففهمت ان سيدة قد اشترتها لها بعدما اوصاها جدها لعلمها بالاماكن التى اعتادت ان تصطحبها اليها كلما نزلت للشراء غيرت ملابسها التى كانت ترتديها منذ يوم خطڤها لبيجاما نوم بأكمام واسعه عليها 

رمت عباءته فى اهمال على احد كراسى الغرفه وجلست فى منتصف السرير فى وضع القرفصاء فى قلق 
رسم جاد ابتسامه مصطنعه على وجهه طوال الوقت وهو يرحب بالمدعوين وبخاصة رجال الشرطة وكبار رجال العائلات اقترب منه صالح وهو يمد يده اليه وعلى وجهه نظرة شماته قائلا له
صالح مبروك ياعريس مش هوصيك بقى ببنتى
زم جاد شفتيه مقتربا من صالح وهو يسأله فى ڠضب
جاد قلت لها ايه يا صالح 
صالح وهو يبتسم بفخر قلت لها اللى يخليها تكره انها تسمع حتى
اسمك طول حياتها يلا مش هعطلك بقى ياعريس والف الف مبرووك
قالها وهو ينصرف وسط رجاله بينما وقف جاد يراقبه فى ضيق 
انتهى الحفل وصعد جاد لغرفته فتح الباب فوجدها تجلس على السرير تستند على قدميها نهضت فور دخوله وهى تصيح فيه پغضب
رحيل ايه اللى جابك هنا اطلع بره روح لمراتك التانية
نظر اليها بتجاهل وهو يتقدم لداخل الغرف اخرج ھ من جلبابه ووضعه على احد المناضد المركونة فى جانب الغرفه وهو يعطيها ظهره ثم تقدم نحو الدولاب كى يخرج ملابس للنوم اغتاظت من تجاهله لها 
جاد متستفزنيش يارحيل وبلاش تستنفذى صبرى معاكى اعقلى كده وطلعى اى كلام جدك سمم به دماغك من ناحيتى
ابعدته فى ڠضب عنها وعلى وجهها علامات الحنق والكره فإبتعد وهو يحمل معه قطع من الملابس الى داخل حمام الغرفه
رحيل خلينا ننهى كل حاجة بينا بهدوء تطلقنى وتسيبنى امشى دلوقتى وننسى اننا عرفنا
بعض من اساسه
جاد ساخرا والا 
رحيل پغضب 
رحيل انا بكرهك بكرهك ياجاد سامعنى بكرهك كره العمى طلقنى لو عندك ذرة 
قاطعها پغضب والشرر يتطاير من عينه قائلا فى حزم
جاد اياكى تكملى والا اقسم بالله انا معرفش انا ممكن تصرفى هيكون معاكى ازاى بصى يابنت الناس انا قلتها لك قبل كده لو قلبى هيكسرنى هدوس عليه بجزمتى فبلاش تطلعى اوحش ما فيا
اجابها ڠضب وحزم لاء مش المرة الاولى يارحيل لو ده اللى عاوزة تسمعيه بس مش انا اللى ممكن أأذى واحدة ست خصوصا لما تكون شايله اسمى
اشاحت بنظرها بعيدا عنه فأدارها اليه مرة اخرى قائلا وهوينظر لعيناها الغاضبتان والكره يطغى عليهم
جاد بضيق انا اللى مضايقنى انه قدر يخلينى اشوف الكره ده كله فى عينيكى
اشاحت بنظرها مرة اخرى بعيدا عنه وهى تبتعد لاخر الغرفه
سار للدولاب وفتحه بعصبيه التقط منه جلباب وخرج من الغرفه بعدما اغلق الباب ورائه بقوة 
نزل على السلالم وهو يكمل لبس جلبابه مناديا على سويلم بعصبية
اړتعبت فاطنة من صوت عصبيته فنظرت لامها الجالسة بجوارها فى الاسفل فى حيرة مربهم متجاهلا وجودهم وهو يخطو سريعا لخارج القصر اتاهم صوت صرير سيارته بقوة فنظرت ام اسماعيل الى فاطنة بابتسامة زهو قائله
ام اسماعيل مش قلت لك مش طايقها اهو مستحملش معاها ساعه ونزل جرى من عندها اهو
فاطنة بحسرة وانتى فاكرة ان ده يبسطنى ياامة انتى مشوفتيش شكله وهو نازل وكأن عفاريت الدنيا كلها بتتنطط فى وشه ازاى
ام اسماعيل بحيرة مش فاهمة طب ما ده حاجة كويسة
فاطنة كويسة ازاى ياامة انا اللى بقالى سنتين متجوزاه عمره ما اتعصب منى كده ولا زعل منى بالشكل اللى شوفتيه ده بنت الچارحية فى نص ساعه بس خلت جوزى كده
هزت المرأة رأسها قائله بعدم فهم والله يافاطنة يابنتى انتى امرك غريب انتى اللى المفروض يبسطك انه خرج وسابها ليله دخلتهم وانتى قاعدة تقوليلى عصبته وانا لاء والله مافهماكى
فاطنة وهى تنظر للاعلى قائلة ياخوفى منك يابنت الجارحى ياخوفى
قاد جاد سيارته بعصبيه حتى وصل للمزرعه تبعه سويلم بسيارة اخرى خلفه
وصل فصعد للاستراحة كانت ماتزال على حالتها من الفوضى التى احدثتها رحيل نظر للاستراحة بغل قبل ان يقذف منضدة صغيره امامه بقوة 
اخذ يفرك رأسه بيده كى يهدأ راقبه سويلم حتى هدأ اقترب منه متسائلا فى حيرة
سويلم فى ايه
ياجاد ايه اللى حصل انا مش قصدى اتدخل بينك وبين مراتك بس انا قلقان عليك انت عارف انك اغلى عندى من ابنى وربنا اللى يعلم
جاد بضيق مش عارف ياسويلم اللى مجننى انى فعلا مش عارف الشيطان جدها ده قال لها ايه وخلاها تقلب عليا بالشكل ده دى مش طايقانى ولا طايقة تسمع اسمى
سويلم بحيرة مش جايز قال لها 
نظر اليه جاد فى حيرة تفتكر لالا مااظنش
سويلم توقع منه اى حاجة
جاد عندك حق
سويلم طيب هتسكت مش هتفهمها اللى حصل
جاد مش هينفع الموضوع ده انا قفلته من زمان ومبحبش حتى اتكلم فيه وبعدين ممكن يكون موضوع تانى خالص غير ده وكل اللى هينوبنى انى افتح عليا وعليها حاجات اتدفنت من زمان
سويلم طب هتسيبها كده 
جاد خليها لحد لما تهدى وبعدين اشوف هتصرف معاها ازاى 
فى صباح اليوم الثانى نهضت من نومها على اصوات بالاسفل قامت الى حقيبتها افرغت ملابسها وانتقت بيجامة اخرى ارتدتها وهى تستغرب ذوقها ووسعها عليها عليها رغم علم سيدة بمقاسها الا انها ارتدتها مرغمة كان الجوع قد تملك منها نظرت حولها لعلها تجد اى شئ يؤكل الا انها لم تجد مرت الساعات وهى مازالت حبيسة غرفتها وبطنها تكاد تصرخ من الجوع 
حتى انها حرصت ان تنهض مبكرة كى تمنع امنة ايضا من الصعود لرحيل بصينية الافطار 
اطاعتها امنة فى خوف وتردد وان كانت قد اشتكت لخادمة اخرى معها من قلقها ازاء ترك رحيل دون طعام طوال النهار وهو ما سوف يثير ڠضب جاد وحنقه عليها لو وصل الامر اليه 
ظل جاد فى الاستراحة طوال اليوم جالسا والڠضب مسيطر عليه حتى اوشك الليل ان يسدل
فاقترب منه سويلم قائلا له بهدوء
سويلم جاد انت مش هتروح بقى
جاد باقتضاب لاء هفضل النهاردة هنا
سويلم طيب وعروستك هتفضل سايبها كده لوحدها متنساش انها برضه غريبة واكييد مستحيية من الكل
انتبه جاد لحديث سويلم فنهض واقفا وهو يقول له
جاد فاتتنى دى طب جهز العربية
وصل جاد الى القصر وجد اسماعيل وامه وفاطنة يتناولون عشائهم القى عليهم السلام من بعيد
نادته فاطنة قائله جاد مش هتيجى تتعشى معانا
لم يجبها وهو يسألها طلعتوا عشا فوق 
عادت فاطنة لتناول عشائها فى صمت متجاهله سؤاله وكأنها لم تسمعه بينما نظرت اليها امها فى قلق
نادى جاد على امنة بعصبية
جاد امنة امنة
جاءته امنة مهروله فى خوف نعم ياسى جاد
جاد طلعتى عشا فوق لستك رحيل
لم تجبه وعيناها تنظران لفاطنة فى قلق فأعاد السؤال فى عصبية اكثر
جاد ردى عليا طلعتى الاكل فوق ولا لاء
اجابته امنة پخوف وتردد لاء ياسى جاد مطلعتش اى اكل خالص فوق
استغربها
قائلا بعصبية ولا فطار ولا غدا انا قلت لك ايه امبارح مش قلت تشوفى طلباتها
نهضت فاطنة بعدما وضعت ملعقتها على المائدة فى ڠضب قائله وهى تتجه ناحيته
فاطنة انا اللى قلت لها متطلعش ياجاد
نظر اليها پغضب قائلا وقلت لها كده ليه يافاطمة 
فاطنة مبررة عشان هى مش ضيفه ولا هانم واحنا خدامينها يعنى المفروض تنزل تاكل وسطنا مش تقعد فوق زى الهانم والكل يخدمها ولا هى على راسها ريشة ياابن عمى
زم جاد شفتيه بضيق قائلا لامنة حضرى العشا وطلعيه فوق حالا انتظر حتى انصرفت اقترب من فاطنة قائلا لها فى حزم
جاد لاء مش احسن منكم يافاطمة ولا حد هنا احسن من التانى بس هى مهما كان غريبة كنت راعى ده وانتى بتمنعى عنها الاكل مش جايز تكون مكسوفه تنزل تاكل وسطكم كنت اعتبريها غريبة وقومى بواجب الضيافه
مش الضيف واجبه تلات ايام وبعدها حاسبينى وقوليلى تنزلى تحت زيها زييا
قالها وهو ينظر اليها پغضب قبل ان يصعد للاعلى
بينما وقفت فاطنة تراقبه قائله بضيق
فاطنة كل الزعل عشان مكلتيش ياخوفى منك يابنت الجارحى
صعد مسرعا للاعلى فتح الباب فوجدها تجلس على السرير ووجهها شاحب اعدلت من جلستها بعدما اشاحت بوجهها بعيدا عنه اقترب منها قائلا بجدية ممزوجا بقلق
جاد انا عرفت انك مكلتيش حاجة من الصبح
لم تجبه محاوله التظاهر بالقوة امامه
سمع طرق الباب فنهض واقفا وهو يجيب
جاد ادخلى
دخلت امنة وهى تحمل صينية عليها اطباق متنوعه من اطباق العشاء وكوب ماء وكوب عصير
رمقتها رحيل خفية وهى تبلع ريقها من فرط الجوع فيما لاحظها جاد قبل ان تدير وجهها مرة اخرى اشار لامنة ان تنصرف انتظر حتى اغلقت الباب ورائها استدار مرة اخرى لرحيل قائلا بلهجة صارمة
جاد قومى كلى 
نهض وهو يشير للعشاء قائلا بصرامة
جاد قومى كلى بدل مايغمى عليكى
اجابته بإقتضاب مش هاكل
اجابها
بنفاذ صبر براحتك انتى اللى هتوقعى وتتعبى عامة من بكره مفيش اكل هيطلع فوق هتنزلى انتى تاكلى تحت معاهم
نظرت اليه مستغربة قبل ان تدير وجهها الناحية الاخرى
اتجه ناحية الباب قائلا العشا عندك اهو لما تحبى تاكلى كلى
قالها وانصرف مغادرا للخارج وهو يغلق الباب ورائه
انتظرت حتى اغلق الباب فهبت قافزة نحو الاكل ملتقطة كوب الماء فتح الباب مرة اخرى فجأة فوجدها تشرب بنهم قبل ان تتوقف فى خجل 
التقط هاتفه من على السرير وانصرف مغادرا وهى تتابعه حتى خرج
نزل للاسفل نادى على امنة طالبا منها ان تحمل زجاجة مياة كبيرة وطبق من الفاكهة لرحيل بالاعلى
جلس مع الباقيين يتناول عشائه بعد العشاء انصرف لتأدية اعمال مؤجله فى البلدة
عاد متأخرا بعد منتصف الليل احست به رحيل وهو يصعد سلم القصر وقفت خلف باب غرفتها تتصنت وهى تسمع اقتراب خطواته وقلبها يدق بقوة احست به يقف امام بابها ابتعدت قليلا وهى تترقب دخوله الا انه اكمل الى غرفه فاطمة تنهدت بعمق وهى تعود للسرير حاولت النوم الا ان النوم جفاها وهى تدور بالغرفه ذهابا وايابا طوال الليل فتحت دولابه فقابلتها رائحه عطره فورا تحسست ملابسه المعلقه كان دولابه مزيح مابين ملابسه الصعيدية ومابين ملابسه العصرية كالبدل والقمصان وحتى ملابس النوم اغلقت الدولاب بعدما لامت نفسها على اهتمامها باشيائه
نظرت للسرير الخالى امامها وللغرفه وهى تزم شفتيها
جلست على الكرسى وهى تفكر فى حالها حتى غلبها النعاس فنامت مكانها
فى الصباح ارتدى جاد ملابسه وخرج من غرفته مر بغرفه رحيل فتحها فوجدها نائمة على الكرسى اقترب منها فى حنان قبل ان يتصنع الجدية وهو يهز كتفها
انتبهت فاعتدلت مكانها وهى تتأوه من نومتها 
لم يعرها اهتماما قائلا بوجه عابث
جاد قومى غيرى هدومك وحصلينى على تحت عشان تفطرى
اجابته وهى تنهض واقفة قبالته بتحدى مش هنزل
جاد بحزم هتنزلى ودلوقتى
رحيل باستغراب انت بتهزر صح 
جاد بحزم تخيلى لاء وخلصينى
قالها بحزم اكثر فقالت
 

تم نسخ الرابط