من معجزات الحجر الأسود
صلى الله عليه وسلم الشرف الذي كادوا يقتتلون عليه جميعا وهذه من أول المقدمات للتكريم ومن اعترافات قريش له صلى الله عليه وسلم بأنه الأمين .
ثم إن قبول قريش لتحكيمه صلى الله عليه وسلم وشهادتهم له بأنه الأمين يعد من أسباب إقامة الحجة عليهم فرضى جميع قبائل العرب في مكة بحكمه صلى الله عليه وسلم في قضية وضع الحجر الأسود وشهادتهم له بأنه الصادق الأمين تكشف عن مدى الحقد والكبر والعناد الذي امتلأت به أفئدة هؤلاء أنفسهم بعد أن جاءهم بالرسالة من عند الله وأخذ يبلغها إليهم ويدعوهم إلى الله فقابلوه بالعناد والإيذاء رغم علمهم واعترافهم بصدقه وأمانته وحسن صفاته وجميل أخلاقه وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم الزخرف من الآية وصدق الله عز وجل حيث قال عنهم وعن أمثالهم ممن ېكذبون رسول الله ولا يؤمنون به فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون الأنعام من الآية .
الحجر الأسود أشرف حجر على وجه الأرض وهو من الجنة فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم رواه الترمذي .
وجاء في فضل مسحه واستلامه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
ويشرع استلام الحجر الأسود عند البدء بالطواف وعند أول كل شوط وكذا يشرع تقبيله فإن شق ذلك استلمه بيده وقبل يده وإلا أشار إليه دون تقبيل فعن نافع رضي الله عنه قال رأيت ابن عمر استلم الحجر بيده ثم قبل يده وقال ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله رواه مسلم .
قال ابن حجر قال الطبري إنما قال ذلك عمر لأن الناس كانوا حديثي عهد بعبادة الأصنام فخشي عمر أن يظن الجهال أن استلام الحجر تعظيم بعض الأحجار كما كانت العرب تفعل في الجاهلية فأراد عمر أن يعلم الناس أن استلامه اتباع لفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لا لأن الحجر يضر وينفع بذاته كما كانت تعتقده في الأوثان ... وفي قول عمر هذا التسليم للشارع في أمور الدين وحسن الاتباع فيما لم يكشف عن معانيها وهو قاعدة عظيمة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فيما يفعله ولو لم يعلم الحكمة فيه وفيه دفع ما وقع لبعض الجهال من أن في الحجر الأسود خاصية ترجع إلى ذاته وفيه بيان السنن بالقول والفعل وأن الإمام إذا خشي على أحد من فعله فساد اعتقاد أن يبادر إلى بيان الأمور ويوضح ذلك .