رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
له طبق خاص يحبه ك جاد مثلا الذي حضرت له زوجة عمه الحمام المحشي جلس الجميع على الطاولة وبدأوا في تناول الطعام وتذوقه بعد الاستنشاق إلى هذه الروائح الشهية التي جلبتهم من الصالة قبل أن يتم وضع الطعام بالكامل..
أردفت والدة جاد بحماس وابتسامة عريضة بعدما ابتلعت الطعام من فمها
العزومة الجاية هتبقى تحت عندنا بقى.. ولون دي كانت المفروض تبدأ من عندنا بس الحج عطوة والحجة سعيدة فكروا قبلنا
والله يا أم جاد الفكرة فكرة الحج عطوة.. لقيته بيقولي كده ما تيجي يا أم سمير نعزم العيال وأخويا الحج ونقعد مع بعض شوية.. وأنا الصراحة ماصدقت قولت يلا
أكملت فهيمة من خلفها باهتمام وجدية وهي تضع بعض الأرز في طبق زوجها
يجعله دايما عامر يارب والعزومه الجاية بقى عندنا تحت.. بس تجولي من الصبح آه أنا مش جدعه علشان اطبخ لوحدي زيك
والمرة اللي بعديها عندي بقى يا مرات عمي
كادت أن تجيب ولكن والدته أسرعت تهتف قائلة
لأ المرة دي بدأت من عند الصغير بعد عمك رشوان بقى يبقى جاد هو الكبير
كل هذا تحت أنظار جاد وزوجته يأكلون بصمت تام ويستمعون إلى الحديث الدائر بابتسامة دون تدخل وقد كان جاد في هذه اللحظات يتذكر حديث كاميليا وتبجحها به ومعه والأمر لا يبعد عن تفكيره ولو لحظة واحدة وكثير من الأفكار تلعب برأسه بطريقة بشعة وكأنها انتقلت من زوجته إليه..
العنب الشهية الذي يفضله عن أي طعام وقال وهو يقف على قدميه بسعادة وبنفس الوقت هناك غرور مصطنع
طب أنا بقى عندي خبر يخليكم تتعزموا عندي قبل عمي رشوان ذات نفسه
ابتسم عمه وهنا استدعى انتباه جاد ونظر إليه بسعادة وقد علم أنه سيقول لهم بحمل زوجته وانتظارهم لمولود جديد رفعت هدير وجهها عن الطبق ونظرت إلى زوجها الذي وجدته مهتم
سأله والده بفضول وهو ويضحك لأنه يعلم ابنه جيدا يبع الحديث بالمال
وايه هو الخبر ده بقى
أبتعد عن المقعد وذهب يخرج من الغرفة بعد أن تناول طعامه قائلا
خليه لما تخلصوا أكل علشان تحضنوا فيا كويس
خرج من الغرفة ذاهبا إلى المرحاض وتركهم في حيرة فنظروا إلى مريم بتسأل داخل عينيهم ولكنها أخفضت عينيها إلى طبق طعامها حتى لا يخجلها أحد منهم بسؤاله وتضطر أن تجيب عليه قبل زوجها..
مبتاكليش ليه
تركت الملعقة من يدها هي الأخرى ووقفت على قدميها قائلة بجدية
شبعت الحمدلله
استرسلت بصوت عال نسبيا ليستمع إليه عم زوجها قائلة بابتسامة عذبة رائعة
سفرة دايمة يا عمي
يدوم عزك يا بنتي
جلسوا جميعهم في صالة المنزل مع بعضهم البعض بين شاي مرة وأخرى عصير وفاكهة تدلف وتخرج والجو ملئ بالحماس والدفء الأسري رغم أن هناك من يشعر بالحزن الشديد يقطع خلاياه..
تسائلت سعيدة بفضول شديد ناظرة إلى ابنها وهي تجلس مقابلة له
ها يا سمير ايه
الخبر اللي هتقوله
وزع سمير نظره عليهم جميعا وانتهى بزوجته مريم ثم هتف بسعادة وحماس كبير ظهر عليه ولمعة عينيه بحب
خالص ونظرة غريبة
فيه ضيف جاي علينا كمان تمن شهور كده
نظرت والدته إلى فهيمة للحظة لتستوعب ما الذي هتف به هل هو حقيقي حقا حقيقي بهذه السرعة!.. ظلت هي هكذا ولكن سرعان ما وقفت زوجة عمه على قدميها تتقدم منه ومن زوجته تهتف بالمباركة وهي تعانقه بسعادة غامرة وكأنه جاد
يا ألف نهار أبيض يا ألف نهار مبروك... دا ايه الخبر ده يا سمير ألف مبروك يا حبيبي
تركته وتقدمت من مريم التي وقفت على قدميها لتعانقها هي الأخرى مباركة لها تحت أنظار الجميع وقد أقترب سمير من والده يقبل يده وأعلى رأسه والآخر عانقه يتمتم له بسعادة
كبيرة وفرحة قد ألقاها شخص ما على بيتهم ورحل..
ترك والده وأقترب من عمه يقبل يده وأعلى رأسه كما فعل مع والده بسعادة وحب واحترام قبل أي شيء واستمع إلى المباركة من زوجة ابن عمه أيضا بابتسامة هادئة وحب ظاهر على ملامحها..
أقترب من والدته التي مازالت تجلس كما هي وتنظر إلى الجميع الذي يبارك له ولزوجته وقف أمامها يهتف ضاحكا
أنت جاتلك صدمة زيي لما عرفت ولا ايه.. لا أصحي مش كده
ألف مبروك يا ابن أبو الدهب
أبتعد عنه إلى الخلف فقال سمير ببشاشة وود
عقبالك إن شاء الله يا كبير
ابتسم جاد أكثر وهو يتمنى هذا من كل قلبه لا يدري كيف هو هكذا ولكن من كل قلبه يريد طفل منها ومنذ زمن وهذه الفكرة مسيطرة عليه بالكامل..
أبصرها ليجدها هي الأخرى تنظر إليه بطريقة غريبة وعينيها بها لمعة غريبة ك لمعة البكاء!.. تعاتبه!.. هذه النظرة نظرة عتاب كلي يعرفها جيدا وحزن مخفي داخلها لسبب لا يعلمه ولا تريده أن يعلمه..
أخفضت بصرها إلى الهاتف ونظرت إلى الساعة لتجدها الحادية عشر مساء فوقفت على قدميها قائلة إليه وهو يقف جوارها
أنا هنزل قبل ما نروح أشوف ماما وجمال
أومأ إليها بهدوء قائلا
شوية وهنزل اعدي عليكي نمشي
نظرت إلى عمه وزوجته بابتسامة واهتمام يظهر لهم وهي تعبر عن فرحتها بهذه الجمعة التي لم تكن جزء منها
ربنا يجعله دايما عامر يا عمي
ابتسم إليها وأجابت زوجته سريعا قبل منه قائلة
تسلمي وتعيشي يا حبيبتي
عن اذنكم هنزل أشوف ماما شوية
أومأت إليها برأسها وانشغل سمير مع والده وعمه فقالت فهيمة
سلميلنا على أم جمال يا هدير
تحركت إلى الخارج لتهبط إلى الأسفل فاستدارت بجدية
يوصل بإذن الله
ثم رحلت إلى الخارج لتهبط إلى والدتها وشقيقها قليلا تنظر على أحوالهم وترى شقيقها الذي انشغلت عنه بحياتها مع جاد التعيسة المدمرة للأعصاب الحاړقة للقلوب حياتها مع معذب الفؤاد..
بعد الذي فعله جاد مع كاميليا شعرت بالإهانة المرة ولكنها ليست تلك
المرأة التي تصمت عما حدث وتعترف بخطأها بل ستكابر وتعانده أكثر وأكثر وستفعل كما قالت له وفي نظرها سيأتي إليها جاد راكعا على قدميه لتسامحه عما بدر منه ستجعله يدرس كم كان هو المخطئ
وهي التي تحدثت عن الصحيح والذي من المفترض أن يحدث..
هي ليست تلك السهلة التي تفوت له مثل هذا الموقف وتتركه ينعم بعدما چرح كبريائها لن تتركه وهذا قد حدث عندما بحثت خلفه وخلف كل من يخصه في ساعات..
بمصادرها الخاصة والتي تمتاز بها في مهنتها من الأساس ك مذيعة شهيرة علمت كل ما حدث في الحارة منذ أول يوم وقف به مسعد أمام الجميع يواجه جاد وعلمت السبب الرئيسي في ذلك وهو زوجته!..
يريدها ذلك الذي اسمه مسعد ولا يريد غيرها
والآن الوحيد الذي تستطيع أن تستخدمه لصالحها في العد التنازلي هو مسعد وهي واثقة ثقة عمياء أنه سيفعل ذلك ويقف معاها أمام جاد وبمساعدته هو وحده تستطيع أن تأتي به إلى الأرضية وتضع رأسه تحت قدمها عندما تفعل ما وقع برأسها فور رحيله..
لن ينجوا من تخطيطها لن ينجوا منها إلى الأبد وستكون الغصة العالقة بحلقه هو وزوجته إلى الأبد وبجوارها مسعد ينتقم لأجل سړقة إمرأة أرادها من قبله..
هبطت إلى الأسفل لتسلم على والدتها وشقيقها ولتجلس معه قليلا وقد كانت مقررة الحديث معه عن حياته وما يفعله بنفسه من أشياء تدمر وتسلبه دون دراية إلى التهلكة ولكن منذ فترة قصيرة علمت من والدتها أنه أصبح شخص يعتمد عليه وابتعد عن النوم خارج المنزل والسهر إلى صباح اليوم التالي وظهر عليه كثير من التغيرات الصالحة..
عامل ايه يا جمال
كانت جالسة جواره على الفراش في غرفته تنظر إليه وهي تراه
قد فقد القليل من وزنه عما كان في السابق ولحيته كبيرة على غير العادة وحالته لا تسرها
أجابها وعينيه بالأرضية لم يستطع أن يرفعها بها بعدما فعل آخر شيء معها دون أن تعلم
الحمد لله كويس
ابتسمت إليه بهدوء بعدما عملت من والدتها تغيره المفاجئ وقالت بفرحة
أمي بتقول إنك سبت الشغل مع مسعد وبتشتغل في مطعم ألف مبروك
لم يرفع عينيه وبقي كما هو ثم
أجاب قائلا بخجل
الله يبارك فيكي
أقتربت منه أكثر ووضعت يدها على ركبته قائلة باهتمام شديد تنصحه بالابتعاد عن ذلك الشيطان الموجود بينهم على الأرض
خليك
كده على طول يا جمال واوعى ترجع لمسعد تاني ده كل شغله حرام في حرام وربنا عمره ما هيكرمك طول ما أنت معاه
أومأ برأسه وهو يجعلها تطمئن بحديثه الفاتر
متقلقيش أنا بعدت عنه نهائي
ظهرت أسنانها البيضاء بسبب ابتسامتها الواسعة والتي خرجت لشقيقها حقيقية هذه المرة وقالت بمرح لتجعله يخرج من ذلك الهدوء الكئيب
أيوه كده أشتغل وخلينا ندورلك على عروسة بقلب جامد
تهكم وهو يلوي شفتيه بسخرية قائلا بنبرة حادة
ودي مين اللي هتوافق بيا من الحارة.. دول عارفين اللي بيحصل هنا بالحرف
ربتت على ركبته بكف يدها وهي تجيبه بالنفي لتجعله يتقبل نفسه ويعرف أنه إذا أراد التغير حقا سيكون من أفضل البشر
لأ يا جمال مش عارفين.. محدش يعرف حاجه ولو يعرفوا أنت أي بنت تتمناك بعد التغير اللي هتبقى فيه
غير الحوار كليا وهو يتسائل عن صديقتها التي كان يكن إليها الإعجاب وكان يشعر أنها تبادله لولا أنه لم يفهم ذلك إلا متأخرا
رحمة ازيها.. بتكلميها.
نظرت إليه بجدية وأرادت أن تجعله يبتعد بتفكيره عنها نهائيا فهي الآن مخطوبة وستتزوج من صديق زوجها
أيوه بكلمها وهي كويسه ومرتاحه مع عبده أوي وفرحهم السنة الجاية
بنبرة حزينة خاسرة معركة صغيرة كان يستطيع الفوز بها فقط لو أبصر جيدا
ربنا يسعدها
ابتسمت إليه قائلة وهي تنظر إليه
ويسعدك أنت كمان
اعتدل في جلسته ورفع عينيه إليها على حين غرة ونظرته ثابته عليها وملامحه تحمل الندم الخالص الذي جعله منكسره وهتف
هدير أنا عايز أقولك على حاجه
قضبت جبينها بحيرة وهي تراه يود الإعتراف لها بأمر ما
حاجة ايه
كاد أن يتحدث ويهتف بكل ما فعله ولكن بعد نظرتها له تراجع بقلق وخوف غير قادر على التكملة
أنا... خلاص مش مهم
لأ قول
أبعد نظرة عنها إلى الناحية الأخرى وداخل عقله صوتين الأول يقول له أن يبدأ الحياة الجديدة بكل صراحة وحب واحترام لكل من في حياته والصوت الآخر يقول له قد سترك الله فلا تفضح نفسك ولكن سريعا ومرة واحدة
أنا اللي سړقت دهبك
ضيقت ما بين حاجبيها بدهشة واستغراب شديد وشعرت بالضجر لوهلة وهي تسائلة بريبة أن يكون قد فعلها حقا
دهبي.. دهب ايه!. الغوشتين..
ظهر الضعف على
ملامحه وعينيه حزينه للغاية وملامحه أصبحت باهته وهو يقول
أيوه
متابعة القراءة