رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة
المحتويات
أو خجلها من كونها تنطق بكلمات كهذه لرجل غريب عنها اعتدل في جلسته قائلا بذهول
أنت مچنونة.
بكامل البرود وعدم الخجل بكامل البشاعة التي على وجه الأرض تحدثت قائلة بعدم اكتراث لتفكيره
تؤ مش مچنونة ولا حاجه.. ايه يعني لما واحدة تطلب من واحد يتجوزها مفيش فرق بين الراجل والست وأنا بطلب منك تتجوزني ولو على مراتك ياسيدي مدام أنت عايزاها خليها على ذمتك ومتقلقش
سيطر الذهول على ملامح جاد وكامل استغرابه قد محيا وأتى محله ذهول ودهشة.. استنكار ورفض تام لما تقوله شاعرا بغرابة شديدة كيف لها أن تقول ذلك وهو رجل متزوج وقد اعترف بعشق زوجته منذ دقائق كيف تقول هذا وهي إمرأة من المفترض أن يكون لديها حياء وخجل..
لحظة واحدة!.. أليست متزوجة. نعم إنها متزوجة من رجل اسمه عادل يعرفه هذه الأخبار لا تخفى على أحد ربما هذه المرأة تعاني من شيء في عقلها وتريد العلاج يالا السخرية لو علمت زوجته فقد حذرته وقالت أنها تشعر بشيء خاطئ وهو من استخف بها..
سكت ليه. بتفكر في العرض
سألها دون مقدمات بقوة
مش أنت متجوزة..
ابتسمت ببرود وكأنها متأكدة من أن زوجها سيطلقها ولا تعلم ما الذي يدبره لها لكي تقع في فخه وصاحت تهتف
حاليا آه لكن متقلقش إحنا متفقين على الطلاق.. ولو عايز أطلق النهاردة يبقى حالا
كم أنها وقحة!. يا له من مغفل زوجها هذا!. كيف يتركها هكذا أهي لهذه الدرجة تظهر أمامه ملاك بريء لكي يعطيها كامل الثقة بهذه الطريقة ويتركها تخرب في حياة البشر..
أنت قولتي اللي عندك فاضل أنا أقول اللي عندي أنا مش عايز أشوف وشك تاني ليه لأن أنا تقريبا عندي حياء أكتر منك آه والله بأمانة.. وبخاف ربنا ولما هاجي أخون مراتي مش هبص لواحدة متجوزه وده مش هيحصل أبدا.. أنا متجوز وبحب مراتي أكتر من نفسي وحطي تحت بحبها مليون خط ومش مستعد أخسرها علشان خاطر واحدة زيك
أنت إزاي تتجرأ وتتكلم معايا بالأسلوب ده
ابتسم
بسخرية وتهكم رافعا حاجبيه بقوة يهتف باستفزاز
أنا أتكلم زي ما أنا عايزة.. أنا كاميليا عبد السلام أعمل
كانت ستكمل الإهانة له وتسبه كما فهم ولكنه قاطعها بقوة وحدة افزعتها وجعلتها تبتلع باقي حديثها داخل جوفها ليتحدث هو وهو يقف على قدميه أمامها قائلا پغضب وحدة شديدة
جاد الله أبو الدهب مافيش زيه ولا هيتعمل زيه.. ابلعي ريقك وشوفي أنت بتقولي ايه الأول علشان متحطيش نفسك في الغلط.. الرجالة مش بتتعمل على ايد واحدة زيك.. واحدة شمال ولامؤاخذه
أظن كلامي وصل.. مش عايز أشوف وشك تاني
أخرج من جيب بنطاله عملة ورقية ثم ألقاها على الطاولة تحت نظراتها الغاضبة ورحل من أمامها بعد أن ألقى هو عليها نظرة ساخرة غاضبة بعد أن أخرج جاد العڼيف الذي بداخله عليها وهي كانت أول واحدة يتحدث معها بهذه الطريقة المهينة الغريبة عليه.. لم يتعود لسانه ولا نظراته وحركات جسده على هذا لأنه لم يقابل مرأة بهذا التبجح والغرور لذا كان عليه حقا أن يخرج هذه الشخصية العڼيفة القابعة بداخله عليها لتقف عند حدها مبتعدة عنه فهي كانت على وشك تخريب حياته لولا أنه حاول أن يبقى الأمر جيدا بينه وبين زوجته إلى حين..
لقد كانت هدير على حق وكان شعورها بمحله في هذه المرأة قالت أنها لن تأتي عليهم بالخير وقد حدث وقالت أنها تريد منه هو بالتحديد شيء وسيكون خاطئ وقد كان كل ما قالته كان صحيح وخۏفها كان له داعي وشعورها بالغيرة كانت محقة به لأنها رأته بيعينها وشعرت هل كانت خائڤة
مهما حدث لو علمت ما الذي حدث من كاميليا
لن يمر الأمر بسلام حقا وستكون الجاني والمجني عليه وسيقع على رؤوسهم متاعب لا يريدها بل هو عليه أن يصلح... لذا لن يقول أي شيء..
أبصرته بنظرات غاضبة تشتعل نيران وحقد غير عادي بالمرة وهي تراه يرحل بعد أن وقع عليها كل هذه الإهانة برفضه لها والحديث عنها بهذه الطريقة وتفضيل زوجته عليها.. أهانها بطريقة بشعة لن تتحملها وستردها إليه بفعل وليس قول واحد تلو الأخر لتجعله يعلم من هي كاميليا عبد السلام وما الذي تستطيع فعله به وكيف ستخلق رجال منه وأفضل بكثير وكيف هو سيعود راكعا لتسامحه مطالبا التوقف عما تفعله به وبحياته الجميلة هذه الذي يتباهى بها ويرى أنها الأفضل من كونه معها.. عليه أن يرى من هي عن حق وستمحي ذلك الوجه الذي رآه من قبل ليكون التغير قابل للتفاوض..
في المساء
بعدما حدث بين جاد وزوجته أمام الجميع وفي حضور مرض والده شعروا بالحزن الشديد جميعهم دون استثناء لأن جاد ابنهم من أهم صفاته غير كل ما عرف به أنه حكيم عادل وهادئ لم يعتقدوا أنه سيعالج أي أمر بينه وبين زوجته بهذه الطريقة وقد شعروا بالغرابة أيضا من موقف زوجته أمامهم ربما تكن معها حق أو كامل الحق لشكها مما حدث فهم نفسهم قد شعروا بالذهول من هذه المرأة وحديثها مع جاد ولكن لم يتوقعوا أن تقف قبالته هكذا ترد عليه الحرف بالحرف والكلمة بالكلمة وربما أكثر قليلا..
بعد أن تحسن رشوان وقد حدث هذا في يوم وليلة لأنه لم يكن مريض بشيء خطېر فكر شقيقه عطوة وزوجته سعيدة باستدعاء العائلة بأكملها في منزلهم لتناول العشاء والجلوس في جو أسري هادئ قليلا ليحسنوا من مزاج الجميع المتوتر..
صعدت إلى الأعلى والدة جاد وزوجها منذ وقت طويل لتساعد والدة سمير في تحضير العشاء وقد جلس زوجها مع شقيقه في شرفة الشقة يتمتعون ببعض نسائم الهواء لحظة غروب الشمس..
ومنذ وقت قليل أتى سمير ومعه زوجته والسعادة تنبعث من النظر في وجوههم لحظات من بعدهم وصعدت هدير
وحدها دون جاد الذي قال لها سيأتي خلفها لأنه بيده عمل سيأخذ دقائق قليلة..
دلف رشوان و عطوة للجلوس مع سمير في صالة المنزل يتحدثون بأمور عدة بينما النساء ذهبت إلى المطبخ وإلى غرفة السفرة الصغيرة لتحضيرها ووضع الطعام عليها..
وقفت هدير جوار والدة زوجها في المطبخ تضع الأطباق على الرخامة بهدوء وهي تنظر أمامها دون حديث على غير العادة وقد شعرت بها منذ أن أتت أنها ليست على طبيعتها نظرت إليها ثم أردفت بخفوت وهي تدقق بها
مالك يا هدير
رفعت الأخرى رأسها عن الأطباق ونظرت إلى والدة زوجها تستدير إليها بوجهها ابتسمت عنوة عنها بتصنع مجيبة إياها قائلة
ماليش يا ماما فهيمة
تركت فهيمة صينية البطاطس التي كانت تأخذ منها لتضع في الأطباق واستدارت بجسدها تقابلها تنظر إليها بجدية تامة
مالكيش إزاي يابت أنت مش شايفة نفسك الواد جاد زعلك تاني
ابتسمت بمرارة وشفتيها ترتعش أثناء تأديها هذا العمل الصعب والاستمرار في التمثيل وفقط عندما ذكرت اسمه تذكرت ما يفعله من ورائها
لأ يا ماما فهيمة إحنا
كويسين.. أنا بس حاسه النهاردة كده إني مرهقة ومش نايمة كويس
لم تشعر بصدقها في الحديث ولم ترى أي شيء في تعابيرها يدل على الخير بل هي تخفي شيء ومن المؤكد أنه بينها وبين ابنها جاد
خدي بالك من نفسك يا حبيبتي ومن صحتك
أومأت إليها برأسها وابتسمت هذه المرة عن حق وهي تتأمل هذه المرأة الرائعة منذ أن تزوجت ابنها ولم تكن يوم حماة لها بل كانت بمثابة أم ثانية..
عادت كل منهما تفعل ما كان بيدها استمعوا إلى جرس الباب علمت فورا أنه زوجها واستمعت إلى صوت سمير وهو يشاكسه بمرح كعادته دلف إلى المرحاض لكي يغتسل ويعود ليجلس معهم تحدثت والدته قائلة بهدوء
روحي أنت يا هدير شوفي جاد لو محتاج حاجه
قالت دون أن ترفع رأسها بجدية شديدة
هيحتاج ايه ده بيغسل أيده
استمعت إليها سعيدة والدة سمير فقالت بجدية وهي تقترب منها تاركة تلك الأكواب من يدها
مهما كان بيعمل يا حبيبتي روحي شوفيه لو محتاج حاجه ولا كده
تركت ما بيدها على الرخامة ونظرت عليهم بجدية بعد أن أومأت برأسها عدة
مرات وهي تذهب إليه لتراه إن كان يريد شيء كما قالوا ذهبت وهي في طريقها إلى المرحاض وجدته يفتح الباب ويخرج منه ينظر حوله وكأنه يبحث عن شيء..
أقتربت لتقف أمامه فقال دون النظر إليها
هو مافيش فوطة ولا ايه
ابتعدت إلى أحد الجوانب تأتي بالمنشفة المعلقة على الحائط وعادت إليه مرة أخرى تمد يدها بها فنظر إليها بابتسامة هادئة وهو يدقق النظر بها بينما يأخذ المنشفة من يدها يجفف بها يده..
هتف بصوت رخيم وهو يبتعد معها إلى أحد
الجوانب البعيدة عن حركات العائلة
مالك حاسس إنك زعلانة مني مع إنك امبارح كنتي كويسه واتغيرتي فجأة
نظرت إلى عينيه
الرمادية التي تتحرك وتنظر إلى وجهها أبصرت شفتيه وهي تتحرك لتخرج الحديث من بينهما ولم تشعر بأي اهتمام به أجابت وهي تجذب ذراعها من يده قائلة بابتسامة مصطنعة
مافيش حاجه بالعكس أنا زي ما أنا أهو
أكملت تتسائل وهي تبصره بدقة واهتمام كبير لترى ردوده المباشرة من حركاته ماذا ستقول
أنت كنت فين النهاردة
وضع المنشفة مكانها خلف ظهرها وهو يستمع إلى سؤالها وأجاب عليها بمراوغة ظهرت لها لأنها تعلم أين كان
هكون فين يعني في الورشة
تعلم أنه ليس صادق بل يراوغ وېكذب ولا تدري إلى متى سيظل هذا الوضع وإلى متى هي ستصمت عما رأته وعما تعلمه وإلى متى ستخفي أمر حملها منه كل هذا يجعلها ټموت ألف مرة ولا تستطيع الحديث وكأنها خرساء عن ما تريد مرة أخرى هتفت تضيق عليه طريق الهرب بالإجابة
وقت الغدا يا جاد مكنتش تحت وكلمتك كتير مردتش عليا
آه صح أنا كنت في شغل بره الورشة
نظرت إليه وهو يهتف بهذه الكلمات بطريقة مفاجأة وكأنه كان متناسيا وتذكر الآن يا له من ماكر ابتسم لها وهو يبتعد عندما وجد سمير ينادي عليه وتركها تقف هنا تفكر في طريقته وحديثه نظرته وظهور اهتمامه بها وبتغيرها المفاجئ اعتقادا أنها ستسرد له ما بها..
حركت رأسها يمين ويسار وكأنها تنفض الأفكار عن عقلها وذهبت لتكمل في مساعدة الباقين لوضع العشاء..
وقد كان وضعوا العشاء
على السفرة بأشكال وأنواع كثيرة تليق باستدعاء العائلة بالكامل وكل فرد منهم
متابعة القراءة