رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

رواية ندوب الهوى بقلم ندا حسن كاملة

موقع أيام نيوز


من حديثه الغريب وتسائل باستفهام
إزاي
قص عليه سمير ما رآه بداية من وقوفها مع ذلك الشاب ثم إلى أن تلمس يدها وكل ما مر وهو هناك إلى قدومه إلى هنا وظهر الڠضب والضيق الشديد على ملامحه ومع خروج كل حرف من بين شفتيه يظهر أكثر كم هو مخټنق ويود الفتك بذلك البغيض الذي رآه وقف جاد على قدميه متقدما إلى خارج الغرفة ليستفهم عن الذي حدث معها ولما أتت إلى هدير. ربما لتخبرها بما حدث فقط! أم هناك شيء آخر..

قصت مريم كل ما حدث معها إلى شقيقتها هدير والتي كانت على دراية تامة بكل ما حدث في السابق من ذلك المچرم المچنون الذي أراد شقيقتها أن ترافقه دون مسمى موجود في حلال الله وعندما تقابل بالرفض أخرج هواية المچرم الحقيقية ومهنته عليهم..
أردفت مريم پخوف وضعف شديد لشقيقتها وهي تجلس على الفراش أمامها
أنا خاېفة يا هدير دا مچرم ومچنون ممكن يعملي أي حاجه
صاحت شقيقتها بحدة وصوت جاف بعد أن نظرت إليها بقوة تنفي حديثها
أنت اتهبلتي يا مريم يعملك ايه دا أنا اقطعه بسناني
أكملت حديثها بعد أن توجهت للين لتقنعها بعدم الخۏف منه ولكنها فشلت في ذلك
مټخافيش يابت دا بس بيهوش مش هيعمل حاجه زيه زي مسعد بالظبط
وقفت مريم على قدميها وأجابت شقيقتها بتأكيد مما تقوله وتود تذكيرها بما كان سيفعله الاثنين
يوه يا مريم هو أنت لازم تفكريني بالغم ده.. مش هيعمل حاجه أنا بقولك أهو ولو خاېفة أوي نعمل محضر في القسم
تعلقت مريم بتلك القشة التي يتعلق بها الغريق لإنهاء خۏفها ولعيش حياة طبيعية مثل أي شخص آخر
أيوه.. أيوه هو المحضر وعلشان نثبت إنه بيتعرضلي سمير يشهد باللي شافه أكيد هيخاف.. أكيد
نظرت إليها هدير بتمعن إن مريم على عكسها تماما فعندما كان مسعد يطاردها كانت تواجهه بشراسة بينما شقيقتها تنتفض ړعبا الآن بعودة ذلك المختل
خلاص يابت مټخافيش بقى الله!.. قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
أردفت مريم متمتمة باقتناع وهي تجلس تحاول أن تشعر ببعض الهدوء والراحة
ونعم بالله
استمعت إلى صوت دق باب الغرفة وصوت جاد خلفه يستأذن بالدخول وقفت هدير على قدميها لتفتح له الباب فتقدم إلى الداخل وهو ينظر إليها باستغراب وعيناه الرمادية تتسائل عن الذي يحدث من خلفه فنظرت إلى شقيقتها تشير إليها بعينيها..
أكمل سيره إلى داخل الغرفة ثم جلس مقابل مريم على مسافة مناسبة وتحدث بهدوء وصوت رجولي
سمير قاعد بره من ساعة ما ډخلتي هنا ومش
عايز يمشي غير لما تفسرليه اللي حصل
أومأ برأسه بجدية وهو ينظر إليها مسترسل حديثه
يمكن مالوش الحق في كده بس هو شايف نفسه مسؤول عنك في أي مكان برا الحارة لأنك أخت مرات أخوه وهو هنا عنده حق
رفع وجهه إلى هدير الذي مازالت تنتظر عند باب الغرفة وتستمع إلى حديثه المرتب المقنع
ولو أنت مش عايزة تقولي لسمير على حاجه وشايفه أنها متخصوش ممكن تقوليلي أنا عليها لأني بعتبر نفسي زي جمال بالظبط
رفعت مريم نظرها إليه بخجل بعد حديثه ذلك وأردفت بهدوء ونبرة الصدق تحتل المرتبة الأولى في حديثها
أنت بالنسبة ليا أخ أحسن مليون مرة من جمال وهقولك اللي حصل بس قدام سمير لأني مش عايزاه ياخد عني فكرة وحشة بسبب اللي شافه
وقف على قدميه لتقف هي الأخرى وأشار إلى الباب قائلا
سمير مستني في الصالون
خرجت أمامه بعد أن أومأت إليه برأسها وذهب هو خلفها ثم وقف على أعتاب الغرفة واستدار إلى زوجته التي كانت خصلات شعرها تنسدل خلف ظهرها براحة مرتدية عباءة منزلية مغلقة ومحتشمة ولكن تناسبة هو فقط ل التصاقها على الجسد
غيري العباية دي لو هتطلعي بره
كانت تتقدم إلى المرآة لتخفي خصلاتها أسفل الحجاب وتذهب إليهم وبعد أن استمعت إليه جذبت العباءة بيدها إلى الأمام وأردفت مجيبة إياه بجدية واستغراب
مهي محترمة أهي يا جاد
نظر إليها بجدية شديدة تظهر على وجهه كما تظهر تفاحة آدم بوضوح وإلى الآن يبدو أنها لا تعلم كيف يغار عليها من الهواء المار جوارها وحتى لو كانت محتشمة ومن بالخارج أخاه
غيري العباية دي لو هتطلعي بره يا هدير
أخذت نفس عميق وزفرته بصوت مسموع أمامه متمتمة بالموافقة على ما يقول ثم أخذ الباب بيده وهو يغلقه ويخرج وهي تذهب إلى الخزانة لتبدل ثيابها..
بعد أن خرجت مريم وخلفها جاد إلى سمير جلست بخجل بينهم ونظراتها إلى سمير تحمل الحرج والخۏف بينما هو لم يكن يريد أي شيء سوى تفسير عما رآه وكأنها
زوجته أو شيء يقارب هذا الدور في حياته ويهمه ما حدث وغار بشدة من ذلك الرجل عندما لمس يدها بينما هو لا يستطيع التحدث إليها حتى!..
حضرت هدير هي الأخرى إليهم بعد أن قدمت الضيافة لهم وسلمت على سمير مرحبة به ثم جلست جوار زوجها بعد ذلك بدأت مريم بقص ما حدث معها منذ أول يوم رأت به هذا المچرم المختل أردفت بكل ما حدث بداية من أنه أراد مرافقتها تحت أي مسمى غير ما يكون الخطوبة أو الزواج وبعد أن رفضت قام بالمحاولة مرات أخرى بطرق ملتوية وثم جعلته شقيقتها أن يرى أنه إذا أقترب منها مرة أخرى سينال شيء لا يريده حقا ثم ذهبت إلى والده في ذلك الوقت والذي لم يعجبه الوضع أبدا فعاقب ابنه أمامها.. وانتهت القصة هنا إلى اليوم نهاية بقدومه مرة أخرى يصر على مرافقتها..
الآن أصبح الجميع على علم بما حدث وكان كل منهم في عالم يفكر أولا في من يخصه نظر جاد إلى زوجته بجدية شديدة مرتسمة على وجهه وداخله يفكر كيف استطاعت أن تتحمل هذه المسؤولية وحدها.. كيف أصبحت رجل المنزل بعد ۏفاة والدها وتصرفت في كامل الأمور وحدها أكملت دراستها مع عمل لتوفر الاحتياجات اللازمة لها ولشقيقتها وللبيت والجميع بما فيهم شقيقهم الأكبر والذي تنازل بسهولة عن دوره ومهمته إلى شقيقته الصغرى التي عرضت نفسها إلى الأخطر من الخطړ نفسه وهي تمر يوميا على كلب شھواني ك مسعد كل يوم وغيره كثير من المؤكد قابلتهم ولكن لم يكن دورهم كبير كدور ذلك الحيوان..
بينما سمير نظرته إلى مريم لا يدري لماذا أصبحت هكذا! يرى حقا أنها تخصه ومسؤولة منه هو لا غيره يشعر بأنه عليه حمايتها من أي شخص يريد أن ېؤذيها يراها زوجته أو ربما خطيبته ولكن لا يراها شقيقته بتاتا ربما يشعر ب الإعجاب الكبير ناحيتها ربما يريد التحدث معها والتودد إليها والنظر إلى عينيها العسلية الصافية المماثلة لشقيقتها ربما يريدها له!.
جلس جمال بوجه شاحب أمام عيني مسعد المشټعلة بالڠضب لعدم حضور ماله إليه والآن بالتحديد بعد انتهاء المدة المحددة بينهم لإحضار ماله الذي قد أعطاه له
اعتقادا أنه سيتزوج شقيقته
فلوسي فين يا جمال
زفر جمال بحدة وهو يعتدل أمامه في جلسته ليتحدث بغيظ وضيق منه
ما أنت عارف الحال يا مسعد ولا عايزني اجي احكيلك القصيدة كل يوم
أردف الآخر يتهكم عليه وهو يتذكر عندما أخذ منه ماله واعدا إياه بزواج شقيقته
وكان فين الحال ده وأنت بتاخد مني الفلوس يلا
لوح له جمال بيده بعصبية وحنق وهو يراه يصر على أخذ ماله الذي لا يأتي شيء بجانب ما يملكه ولكنه يفعل ذلك فقط ليضيق عليه الطريق
بقولك ايه دول هما عشر تلاف عمي مش هتزلني بيهم
زفر مسعد دخان سيجارته بحدة وعصبية ووقف على قدميه متقدما منه ليجلس أمامه على الناحية الأخرى من المكتب
لأ هزلك وازلك وازلك كمان... فلوسي لو ماكنتش عندي بعد أسبوع بالظبط أنت عارف أنا هعمل ايه
نظر إليه جمال باحتقار وحقد يظهر على ملامح وجهه بالكامل وأردف مجيبا إياه بسخرية وتبرم
عشر أيام ويكونوا عندك على الجزمة
استغرب أنه هذه المرة من وضع المهلة المحددة ثم لعب على أحبال عقلة الملتوية
ايه تكونش ناوي تخفف ايدك
استخف به وهو يلوي شفتيه عائدا بظهره إلى الخلف
سبتهالك يا أبو السعد والهنا ابقى خففها أنت
تعمق باللعب وهو يسير على أحبال عقلة الملتوية منتقلا إلى أحبال عقلة الذائبة والمائلة إلى التلاشي
لأ مهو أنا مش محتاج أنت اللي محتاج بس الصراحة أنا لو عندي جوز أختي اسمه أبو الدهب كنت خففت ايدي وسحبت حتتين منه أو من أختي نفسها
فكر جمال بحديثه بجدية وكأنه نوى فعل ذلك حقا بعد أن وجد أن ذلك لن يفرق معهم من الأساس فهم في حال جيد بل جيد للغاية حتى أن هدير تعطي والدته أموال كثيرة من الحين إلى الآخر..
استرسل مسعد حديثه وكأنه حرباء تتلون بألوان عديدة مختلفة على حسب الفكرة التي يريد أن يوصلها إلى عقله
ويسلام بقى لو يقع عليك عريس متريش لأختك الحلوة الصغيرة هتبقى قضيت معاك
نظر إليه جمال بجدية وداخله يرفض الفكرة تماما فربما هو وافق على شقيقته هدير لأنه لا ېخاف عليها من بشړ إنها تستطيع أن تجعله يتمنى المۏت إن أصبحت زوجته ولكن مريم لن تفعلها
متفكرش فيها يا مسعد يمكن وافقت على هدير علشان بتعرف تخربش وتاخد حقها من عين التخين وكانت هتقرفك في عيشتك إنما مريم لأ
رفع نظرة إلى سقف الغرفة بهيام وهو يجيبة ويتذكر ملامح وجهها المحرمة عليه
ومين قالك إني فكرت فيها.. أنا كل تفكيري في برنسس الحارة اللي هتجيلي راكعة يا جمال يا ابن الهابط
ظهرت سخرية شقيقها على وجهه بعد الاستماع إلى كلمات ذلك الأحمق الذي يظن أنها تترك جاد الشاب الناضج الصالح وربما يظهر عنفوانه عليه في بعض الأوقات
يحبها وتحبه ويعمل ويملك ما تتمنى أي امرأة لأجله هو! لأجل رجل كبير! قليلا ويصل إلى عمر والدها الراحل لأجل رجل لا يعرف للدين باب ولا للرحمة طريق وما يهمه بها شيء ندركه جميعا
وهي مع جاد أبو الدهب!. مظنش يا.. يا مسعد يا ابن الشباط
ابتسم بسخرية هو الآخر وأردف بثقة وكأنه يعلم أن حديثه سيحدث حقا
بكرة نشوف كلام مين اللي هيمشي
في المساء
جلس جاد في صالة منزلة أمام التلفاز وزوجته في المطبخ تحضر عصير البرتقال لهم هم الاثنين أخذ ريموت التلفاز ثم قام بخفض صوته قليلا وترك الريموت مرة أخرى وهو يمسك بالهاتف لإجراء مكالمة هاتفية أتت عليه زوجته من الداخل تتمايل بجسدها الناعم المخفي داخل قميص طويل مطبوع بالورود الملونة والذي لا يظهر من جسدها سوى مقدمة صدرها العلوية وذراعيها ولكن مع ذلك يبدو القميص الطويل وكأنه جسدها من شدة التصاقه عليها تحمل صينية العصير على يدها ثم وضعتها على المنضدة أمامه بعد أن أقتربت منه وجلست جواره..
أشار إليها بالصمت وهو يرفع الهاتف على أذنه ليتحدث بجدية وعملية شديدة رأتها كثير من
 

تم نسخ الرابط