ۏجع الهوى بقلم ايمي نور
ۏجع الهوى بقلم ايمي نور
المحتويات
وصوت حبيبة يصل اليهم مناديا بلهفة وجزع جعلها تنفض النعاس عنها تنهض هى الاخرى مسرعة فترتدى روبها الملقى فوق المقعد ثم تتقدم معه ناحية الباب وقد فتحه يسأل بلهفة وقلق عما حدث لتهتف حبيبة بجزع وخوف
الحقنا يا جلال الجدة روحت اصحيها علشان صلاة الفجر لقيتها واقعة مرمية فى الارض
لم ينتظر جلال لحظة واحدة يزيح حبيبة عن طريقه يهرول مغادرا تتبعه حبيبة وليله بخطوات مسرعة ملهوفة
نكزت زاهية سلمى بكوعها فى خصرها تهمس بتلك الكلمات الحانقة لها وعينيها تجول بقلق فى الجمع الجالس فى بهو المنزل بعد مرور يومين على سقوط واعياء الجدة فى انتظار خروج الطبيب من غرفتها
ومعرفة اخر تطورات مرضها لتهمس سلمى ومازالت ابتسامتها فوق ملامحها لم تتأثر من تعنيف والدتها
لوت زاهية شفتيها تهمس من بينهم ساخرة
مين قالك ان ده هيحصل.... لو الدكتور طمنا على جدتك وانها بخير الجوزاة ماشية زاى ماهى يعنى...
قاطعتها سلمى صاړخة باستنكار
يعنى ايه الكلام ده بقى
التفتت اعين الجميع اليهم بفضول لتهتف زاهية توجه كلامها الى سلمى ولكن نظراتها تجول بين الجميع بتوتر وارتباك
ثم اكملت توجه الحديث الى الجمع المراقب
قلقانة يا قلب امها من تأخير الدكتور جوه
زفرت سلمى بحنق وجهها محتقن من شدة ڠضبها لتنكزها زاهية مرة اخرى تهمس لها بحنق
اتلمى بقى هتودينا فى داهية ابوكى لو خرج ولاقكى كده هيولع فيكى
جزت سلمى على اسنانها تهمس من بينهم بغل وشراسة
التفتت لها زاهية بړعب ثم تعاود النظر الى الاخرين خوفا من يكون قد وصل الى مسامعهم ماقلته لكنها تنهدت بارتياح حين وجدتهم مازالوا على حالهم واستمرار حديثهم الدائر بينهم لتنكزها فى خصرها مرة اخرى ولكن بقوة وقسۏة جعلتها تنتفض الما لتقول زاهية لها بقسۏة
زفرت سلمى تكتف ذراعيها فوق صدرها پغضب تلتزم الصمت ولكن عينيها كانت تراقب بحدة وشراسة ليله الجالسة بجوارها حبيبة تتحدث معها بخفوت ترميها بنظرات كالسهام من شدة حقدها وغيرتها ثم تنتقل بنظراتها بعد لحظات الى اميرة الجالسة فى اقصى المكان تتأمل اظافرها بملل فاخذت تتأملها بعيون حادة كعيون كصقر جارح شاردة فى افكارها تشعلها غيرتها حتى انتبهت لخروج الطبيب من الغرفة يصحبه صبرى الى الخارج مودعا تتبعهم قدرية لكن اوقفها نداء حبيبة المتلهفة تسألها عن احوال الجدة
لا الحمد لله الدكتور طمنا وانها بقت كويسة وكلها كام يوم هترجع زاى الاول واحسن
تنهد الجميع براحة معادا سلمى وقد ارتفعت غصة البكاء فى حلقها وقد تدمرت جميع امالها ليزاد الطين بله تتسع عينيها ذهولا هى وجميع الموجودين حتى ليله والتى التفتت اليها قدرية بعد ان تحدثت بما قاله الطبيب قائلة بصوت مهزوز قلق عينيها يظهر داخلهما الارتباك دون ان تستطيع اخفائه
ليله... عوزاكى تدخلى لجلال تحاول تتكلمى معاه وتخليه يقوم يرتاح شوية ده بقاله يومين على الحال ده قاعد جنبها ولا بياكل ولا بيشرب.... واتحايلنا عليه انا وعمه كتير مش راضى ..... ادخليله انتى يمكن يسمع كلامك
وقفت ليله مكانها كمن على راسه الطير تنظر اليها متسعة العين بذهول كانها
ترى مخلوق خرافى امامها ولم يكن حال الاخرين بافضل منها لكنها اسرعت بنفض ذهولها عنها تومأ لها بالايجاب وهى تسرع فى اتجاه غرفة الجدة يتأكلها قلقها عليه وقد كانت تنوى فعلها قبل ان تطلبها والدة زوجها منها لكنها كانت تنظر ان تستقر حالة الجدة حتى تستجيب لها.. لتهتف اميرة فور ذهابها بغيظ وحدة
بتقوليلها ليه ياعمتى.... اذا كان هو مسمعش كلامك لانتى ولا عمه هسمع كلامها هى بالذات
التفتت اليها قدرية تهتف بها بحدة
اسكتى انتى ملكيش دعوة.. مانت لو عدلة كنت طلبت منك.. بس انا عارفة انه لا بيقبلك ولا بطيقك
ارتفعت ضحكات مخڼوقة من زاهية وحبيبة وهما يحاولون اخفائها ليشتعل وجه اميرة من شدة احراجها تكاد ټموت كمدا وهى ټضرب الارض
قدرية وهى تغادر هى الاخرى المكان سريعا قائلة بارتباك وحدة
يسمع كلام ليله..يسمع كلام الجن الازرق..المهم عندى راحة ابنى و بس..... وسيبونى انا كمان خلونى اطلع ارتاح
ساد الصمت التام ارجاء المكان بعد مغادرتها تحدث سلمى نفسها بمرارة تعميها غيرتها
بقى كده يا مرات عمى.... بس هقول ليكى حق فى كل اللى بتعمليه..... ما احنا عرايس متعلقة بخيوط فأيدك تلعبى بيهم زاى ووقت ما تحبى
دلفت الى الغرفة بهدوء بعد ان طرقت بابها بخفة تتطلع داخلها فتراه يجلس فوق كرسيه بجوار الفراش ورأسه مستندا عليه فتقدمت بخطوات هادئة خفيفة ناحيته لتجده يمسك بكف جدته النائمة بسلام
ولكن قد ان الاوان ان ينتبه الى حاله قليلا خاصا بعد اطمنوا على حالة الجدة واستقرارها لذا تقدمت منه تمرر اناملها فوق لحيته برقة وهى تهمس باسمه فى اذنه بنعومة شديدة فيفتح عينيه سريعا هامسا بصوت اجش قلق
ليله... فى حاجة
تراجعت بعيدا عنه خطوة واحدة قائلة وهى تهز رأسها له بالنفى حين رفع عينيه شديدة الاحمرار بلهفة ناحيتها تهمس له
لاا ابدا .. متقلقش انا بس جيت اطمن على الجدة
رفع راسه عن الفراشمحاولا ابعاد النعاس والارهاق عنه قائلا بأرتياح هو ينظر ناحية الجدة
الحمد لله الدكتور طمننا انها عدت مرحلة الخطړ ويوم ولا اتنين وهترجع زاى الاول
ابتسمت بحنان تتطلع اليها هى الاخرى بملامحها المستريخة الهادئة للحظات قبل ان تركع على ركبتيها بجواره وهى تمسك بكفه القريب لها قائلة برجاء
طيب ايه رايك لو تقوم تنام لو ساعة واحدة بس وترجع هنا تانى مدام اطمنت عليها
هز جلال راسه بالرفض قائلا
مقدرش اسيبها لوحدها ثانية يمكن تحتاج حاجة
اسرعت ليلة مؤكدة له قائلة
متقلقش ابدا حبيبة هتكون جنبها لو احتاجت حاجة وبعدين هى ساعة واحدة بس وصدقنى لما تعدى انا بنفسى هصحيك
ظهر الترد على محياه وهو يتطلع الجدة بقلق لتكمل ليله برجاء شديد حين لاحظت بوادر الرفض ترتفع سريعا فوق وجهه
وحياتى عندك يا جلال....ساعة واحدة بس وهصحيك بعدها
الټفت ينظر لها بعيون مرهقة مسهدة لتهمس برجائها مرة اخرى تستحلفه بحياتها ليهز رأسه بالموافقة بعد ان القى نظرة اخرى مترددة ناحية الجدة لتبتسم له بحنان تجذبه من فوق المقعد فيطاوعها ناهضا يتحرك معها الى باب الغرفة وما ان طلا خارجه حتى اتت حبيبة اليهم وعينيها تتسأل لتهز ليله لها راسها بالايجاب لتتحرك حبيبة فورا ناحية غرفة الجدة تدخلها ثم تغلق بابها خلفها بهدوء اما جلال وليله فقد تحركا ناحية الدرج بخطوات بطيئة ولم يعيرا زاهية ولا سلمى انتباها لتنكز زاهية سلمى قائلة بسخرية وهى تشير بطرف عينيها ناحيتهم
شوفتى ياختى.... اهو مسمعش كلام كد غيرها عرفتى بقى ان قدرية عارفة هى بتعمل ايه صح
لم تجيبها سلمى بل ظلت عينيها تتابع صعودهم وقد امتلأت عيونها بدموع القهر وخيبة الامل ترتفع الغصة فى حلقها حتى كادت ټخنقها
عرفت هتعمل ايه يا نسيم
هز نسيم رأسه بالايحاب لراغب بعد ان القى عليه السؤال لكنه اسرع يقول بقلق وخوف
بس يا راغب اللى ناوى عليه ده انيل واصعب من اننا نقتل اللى اسمه جلال ده دى فيها قطع رقبة ياعم لو اتكشفنا
تراجع راغب فى مقعده براحة قائلا بهدوء وثقة شديدان
ده لو اتكشفنا... بس لو محصلش يبقى طاقة القدر وفتحت لينا وهضرب كله فى خبطة واحدة.... ونخلص من زن الجماعة علينا
هز نسيم رأسه قائلا بتردد ونبرات مؤنبة
شوف اهو الجماعة بكل جبروتهم وقسوتهم مش هيجوا حاجة جنب اللى هتعمل فينا لو انكشفنا.. داحنا هنتقطع حتت
نهض راغب عن مقعده يهتف به بحدة شديدة
نسيم بقولك ايه.... انت تخرس خالص وتنفذ وانت ساكت.. محدش طلب رايك
شحب وجها نسيم من الخۏف قائلا بتلعثم
خلاص يا عم براحتك... انت حر وادرى باهلك منى
جلس راغب فوق مقعده مرة اخرى يهتف به بحزم
يبقى الراجل يكون عندى فى خلال يومين بالكتير
نسيم وفى عينيه حيرة وتساؤل
طب ده هتدخله البيت على اساس ايه
راغب وقد بأبتسامة صفراء خبيثة
بس يوصل...
وليها الف طريقة وطريقة متقلقش
فلم يطل انتظارها كثيرا فماهى الا دقائق حتى خرج يحمل منشفة يجفف بها خصلات شعره لتنهض سريعا فى اتجاهه قائلة
انا حضرتلك الغدا..مش هتاخد ثوانى تقدر تاكل فيهم...وبعدين ترتاح براحتك
زفر جلال ينزع المنشفة ويلقى بها فوق المقعد قائلا برفض وهو يتجه ناحية الفراش
لا....مش هقدر يا ليله...انا يدوب انام ساعة واصحى انزل تانى
امسكت بكفه سريعا توقفه قائلة بهدوء ومحايلة كانها تحدث طفلا صغيرا عنيدا
دى ثوانى صدقنى....اقولك انا اللى هاكلك بايدى ايه رايك
الټفت لها عاقدا لحاجبيه بشدة هاتفا بأسمها بنبرة جعلتها تتخلى عن الامساك بكفه بحذر وهى
تخفض وجهها ارضا حين قال بتحذير
ليله.....انا مش عيل صغير....محتاج اللى ياكله
تراجعت الى الخلف تلتفت ناحية الطعام وهى تقول باعتذار وتردد
اسفة.....انا هنزل.....تكون انت.....
اسرع هو هذه المرة ليوقفها
لااا متنزليش خليكى معايا......اقولك كمان اكلينى انتى بايدك.....بس خلينى ارتاح شوية واوعدك اول ما اقوم هاكل...اتفقنا
اومأت له سريعا تبتسم بفرحة جعلته هو الاخر يبتسم سعيدا لرؤية فرحتها تلك لكن اسرع يسألها بحيرة حين وجدها تلتفت بعيدا عنه يسألها بلهفة
الى اين تذهب لتجيبه فورا قائلة
هنزل الاكل تحت...وابقى احضره تانى لما تصحى
تنهد جلال بقلة صبر سائلا اياها بنزق
هو انتى ايه حكايتك وحكاية النزول تحت انتى عاوز تسبينى وخلاص
اتسعت عينيها دهشة مرتجفة بشدة تتخضب وجنتها بالحمرة .... انا عاوز انااااام ومش قادر افتح عينى....بس خاېف انام يحصل لها حاجة وانا مش جنبها
شعرت قلبها يرق لرؤيته بهذا الضعف والارهاق امامها لكنها لم تستطع التحكم بتلك اللمحة من السعادة وقد تراقص قلبها طربا من طلبه ورؤية حاجته لطمأنتها له والى موجودها بجواره لذا اسرعت تهمس له بحنان
متخفش هى كويسة والدكتور طمنا عليها.....انت نام وانا هفضل صاحية هنا جنبك وصدقنى مش هتحصل حاجة
اعقبت حديثها تنزل
نام وغمض عيونك....وانا هنا مش هسيبك ابدا
بعد مرور يومين على تلك الاحداث
عرفت هتعمل ايه
تحدث راغب الى شاب عشرينى يقف امامه بتلك الكلمات بحزم ليهتف به الشاب قائلا بتأكيد
طبعا متقلقيش يا باشا دى شغلانة سهلة ومش هتاخد منى يوم
ابتسم راغب فرحا وهو يهز راسه استحسانا ثم يقول
عاوز فى كل حتة فى البيت كاميرا حتى لو فى المطبخ مش عاوز شبر مايكنش فيه
الشاب هازا راسه قائلا بحزم
سهلة ياباشا متقلقش
وضع راغب بيده داخل جيب سترته يسحب منه عدة الوف من الجنيهات دفع بها ناحية الشاب والتى التمعت عينيه بجشع وغبطة قائلا
ودى دفعة من الحساب ولو ظبطت الشغل ليك ادهم كمان
اندفع الشاب يختطف المال حتى كاد
متابعة القراءة