رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
رواية سجينة جبل العامري بقلم ندا حسن كاااملة
سريعا ليقف يخرج بها من الغرفة ذاهبا إلى أول غرفة قابلته يضعها على الفراش محاولا أن يعيدها إلى حياته من جديد فقد اغشى عليها بسبب كثرة الدخان الذي استنشقته..
ولكن محاولاته باءت بالفشل فأشار إلى شقيقتها سريعا قائلا بجدية
هاتيلها هدوم من عندك بسرعة
أومأت إليه برأسها وكانت في لمح البصر خارج الغرفة لتأتي والدته بزجاجة عطر من على المرآة تحاول أن تجعلها تستفيق بها تجلس جوارها ولكن لا جدوى من كل هذا..
بقي عاصم في الخارج بعدما طلب الطبيب لم يدلف حينما وقعت عيناه عليها في المرحاض ملقاة بتلك الملابس..
أتت إسراء ركضا والملابس بيدها فأخذها منها جبل وأشار إليهم جميعا بالخروج فوقفت والدته محاولة أن تبقى معه لتساعده ولكنه رفض تعريتها أمام أي أحد حتى شقيقتها ليخرج الجميع ويبقى هو فقط ليبدل لها ملابسها كي يستطيع الطبيب رؤيتها.. عندما وجدها في الداخل أدرك أنها فقط اغشيا عليها من الدخان فأطمئن قلبه واستكان..
لم يشعر بعجزه وقلة حيلته إلا على يدها هي ليعلم تمام العلم أن حياته في يدها إن حدث لها شيء فهو هالك لا محال.. وإن بقيت معه فلن يكن هناك أحد على حال أفضل منه..
لن يجد غزال غيرها تشعره بأنه الأهم والأعظم لن يجد زينة غيرها يذوب بين يديها عشقا ما حدث له لم يكن شيء مبالغ فيه بل كان رجل يعافر حتى تدوم حياته ولو قليلا...
تحدثت بصوت خاڤت مرهق
أنا كويسه يا جبل.. متقلقش عليا
قال بصوت أكثر إرهاق منها وهو يمسد بيده على خصلات شعرها
روحي كانت بتتسحب مني يا زينة حسيت إني بمۏت قلبي كان بيتعصر
بعد الشړ عنك أنا والله كويسه
دلفت شقيقتها إلى الغرفة بعدما دقت على الباب تركض ووجهها ملطخ بالدموع لتتجه إلى الناحية الأخرى من الفراش تقترب منها فتركها جبل على مضض متأففا..
تحدثت بحزن طاغي على ملامحها ونبرتها وهي تنظر إليها بعمق
أنتي كويسه صح
أومأت إليها برأسها بهدوء وهي تجذبها نحوها تطمئن قلبها عليها فتحدثت الأخرى ثانية وهي تبكي
مرة أخرى تحرك رأسها مؤكدة ثم قالت بهدوء
أنا معاكي أهو مټخافيش.. أنا كويسه
غمرة شقيقتها داخل أحضانها محاولة أن تجعلها تهدأ ثم سألت عن ابنتها بقلق وهي تبعدها عنها
وعد فين
قالت بجدية
نايمة
وضعت يدها على وجنتها اليمنى تحركها بخفة وحنان وأدرفت برفق
طيب خليكي عندها علشان متتفزعش وخدي بالك منها أنا كويسه
حركت رأسها بالإيجاب وهي تبتعد عنها بعينان دامعة
حاضر.. خلي بالك من نفسك ولو ليا زي النفس الللي بتنفسه من غيره مقدرش أعيش
عقبت على حديثه بنبرة خاڤتة رقيقة
أنا معاك يا جبل أهو محصليش حاجه
رفعت وجهها إليه تعتدل في جلستها بين جسده المحيط بها لتقع عيناها على عيناه الباكية نظرت إليه مطولا باستغراب جلي تفكر في كم يحبها إلى الدرجة التي تجعله يبكي لأجلها وهو جبل العامري
أنت بټعيط!
ذلك الطفل الذي رأته كثيرا من المرات
ولد أمامها في لمح البصر وهو يعتدل ليواجهها يحيط وجهها بكفي يده قائلا پبكاء
أنا بحبك وحياتي من غيرك مقدرش اتخيلها.. خليكي معايا يا زينة
رفعت أناملها إلى وجنته تمحي تلك الدمعات الهابطة من عينيه وقالت برفق تطمئنه
أنا والله معاك ومش هسيبك
. مرة أخرى تشدد عليه تشعره بوجودها حتى يخرج من تلك الحالة الذي هو بها سألته بعد قليل باستفهام
قولي هو ده حصل إزاي أنا فتحت باب الحمام لقيت تمارا بتصرخ والڼار ماسكه فيها أول ما شافتني جريت عليا حسيت أنها عايزة تأذيني قفلت الباب ودخلت جوا الحمام ولحد ما نفسي راح من الدخان ومحستش بنفسي
قال بجمود وعيناه مثبتة عليها
تمارا ماټت
رفعت وجهها إليه تبتعد عنه ترمقه بقوة وصدمة شديدة فتنهد قائلا
الڼار مسبتش فيها حاجه سليمة ووقعت من البلكونة.. فكرانها أنتي لما الحرس غطا وشها وإحنا بندور عليكي الحمدلله
شعرت بالشفقة تجاهها وحزنت لأجل ما حدث لها ولكنها لم تفعل بها شيء إلى اليوم إنها كانت تحاول أن تأخذ ما أصبح ملك لها وهي تحاول أن تحافظ عليه
معقول هي اللي عملت كده
أومأ إليها برأسه يتحدث بندم شديد بعدما أعطى لها الأمان وتركها بينهم يسير خلف خۏفها منه ورغبتها الشديدة في الخروج من الجزيرة ولم يصدق حدثه الذي لم يخيب يوما
أكيد هي.. كانت غلطتي إني سمحتلها تفضل هنا بس أنا راعيت الډم اللي بينا لآخر مرة وحسيت بصدقها وأنها عايزة تخرج من الجزيرة بأي شكل بس تقريبا الغل كان أقوى منها
سألته مرة أخرى
هتقول لأمها ايه
تنهد بصوت مسموع ينظر إليها يشبع عيناه من رؤيتها وقد شعرت بنظراته الغريبة نحوها وقال
هروحلها بنفسي وابلغها اللي حصل
أردفت بحزن بالغ
ربنا يرحمها.. قسيت على نفسها أوي
قال بقسۏة وهو يتذكر كل ما فعلته إلى اليوم حتى عندما رحلت عن عالمهم كانت بأبشع الطرق ومن تخطيطها ولم يشعر بالشفقة نحوها ولو للحظة على الرغم من أنها كانت متربعة على عرش قلبه في يوم من الأيام
الغل والحقد اللي ملا قلبها هو اللي عمل فيها كده.. محدش اذاها مننا
جذبها نحوه حاد يروي ظمأ قلبه به ويمحي قلقه ورهبته وحزنه الشديد به يشعر ذاته بالحب ويطمئن روحه به يزيل كل شعور سيء يبدله بأخر ليمحي عجزه وضعفه وهو يراها تبتعد عنه تأخذ حياته معها
قال بصوت محب خاڤت شغوف نحوها
المهم إنك في حضڼي كويسه
قابلته تبادلة أكثر حده منه تطمئن قلبها بوجوده جوارها ومعها السند والرفيق الوحيد في رحلة لم تكن إلا أكذوبة كبيرة باتت مغمورة بها ولم تستفيق منها إلا على يده ليصبح الكون ومن عليه يمتثل به هو..
بعد مرور شهر
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
كانت هذه آخر كلمات قالها المأذون الذي كتب عقد قرآن عاصم و إسراء فلم يطيق الانتظار أكثر ليقف على قدميه تاركا يده متقدما منها يجذبها أمام الجميع بحدة وقوة كبيرة . لتخفي وجهها بصدره حرجا مما فعله أمام الجميع..
شدد بيده عليها أكثر يشعر بالسعادة تغمر قلبه بعدما طال انتظاره في امتلاكها اليوم هو أكثر المحبين سعادة وأول العاشقين انتصارا..
كانت ترتدي فستان أبيض اللون رقيق للغاية بحملات عريضة يصل إلى ما بعد ركبتيها بقليل به ورود بيضاء متناثرة عليه تطلق لخصلات شعرها الصفراء العنان لا تضع أي مستحضرات تجميل فقد كانت للجمال عنوان...
ابتعدت للخلف تنظر إلى الأرضية بخجل شديد تخفي وجهها الذي تحول إلى اللون الأحمر القاني ليخرج صوته الأجش وهو يرفع وجهها إليه بأنامله
ألف مبروك
عقبت بحب تناظر عيناه الوقحة
الله يبارك فيك يا عاصم
غمزها بعينه وهو يجذبها مبتعدا عنهم إلى أحد زوايا الغرفة قائلا مبتسما بسعادة كبيرة
بمۏت فيكي يا ايسو
كانت تبتسم بخجل يكاد يكون ېقتلها وحمرة وجهها تزداد أكثر كلما تحدث معها بهذه الطريقة أمامهم فقالت باستغراب
ايسو
أومأ إليها بسعادة لا يستطيع وصفها ولا يستطيع وصف الشعور الذي يحتل كيانه الآن قال بصوت رخيم بمرح
آه ايسو.. من النهاردة أنتي ايسو
وجدها تنظر إليه باستغراب على الرغم من ابتسامتها الخجولة نحوه فسألها وهو يغمزها
أنا ايه بقى
تجهل ما يتحدث عنه فقطبت جبينها تطالعه باستغراب تسأله
ايه
قال مبتسما بصوت خاڤت
عاصومي
كررت ما قاله وعيونها الزرقاء تخترق سواد عيناه
عاصومي
وضع يده على قلبه عندما استمع إلى نبرة صوتها الخاڤتة الرقيقة ونظرة عينيها نحوه تسكره بهمساتها فقال
قلبه
تذمرت عندما نظرت إلى البعيد لترى معظم الأعين موجهه نحوهم فقالت بحدة وخجل في ذات الوقت
عاصم
مرة أخرى يكرر بدراما وهو يأخذ يدها ليضعها على قلبه
قلبه والله قلبه وروحه
جذبت يدها سريعا وهي تبتعد بوجهها بخجل قائلة بامتعاض
بس بقى بيبصوا علينا عيب كده
أقترب منها ليمسك بيدها الاثنين بين راحتي يده متحدثا بعقلانية
أنا مش عايز اسمع كلمة عيب دي تاني يا ايسو أنتي خلاص بقيتي مراتي يعني كل شيء مباح وأنا هستنى بس نعدي الفرح وده علشان خاطرك أنتي
سألته تنظر إليه باستغراب
هو أنت كمان مش عايز تستنى الفرح
قال بشغف وجنون اقترابه منها يدفعه إلى فعل أي
شيء ليملكها
أنا لو عليا اخدك معايا دلوقتي ونسك على كل حاجه إلا أنتي.. بس أنا عاقل ومقدر كل حاجه
ابتسمت متهكمة عليه وتتذكر عندما قالت له شقيقتها أن والدتها لم توافق على تلك الزيجة لتجعله يغضب أكثر
يا سلام على العاقل.. اللي يشوفك كده مايشوفش اللي عملته لما زينة قالتلك إن ماما رفضت
تحولت ملامح وجهه إلى الجدية الخالصة وهو يقسم بجدية شديدة
قسما بالله كنت هخطفك وماحد كان هيعرفلك طريق
ابتسمت أكثر بسعادة تنظر إليه ثم إلى الأرضية والخجل يكاد ېقتلها لترفع بصرها أخيرا قائلة
للدرجة دي بتحبني يا عاصم
جذبها ليبتعد بها أكثر رافعا يده إلى قلبه مرة أخرى يقول بحب واضح وبقوة
أنا بمۏت فيكي.. أنتي ساكنة جوا قلبي هنا
حاولت أن تخفي خجلها وابتسامتها المتسعة تظهر من خلفها أسنانها البيضاء تشعر بأن حرارة شديدة تخرج من وجهها تشغله بحمرة الخجل فقالت بجدية
طب خلاص بقى
تأفأف قائلا
ما بلاش خلاص دي بقى قولتلك بقيتي مراتي
قالت تبتعد بوجهها عنه
أنا بتكسف
وضع أنامل يده أسفل ذقنها ليعيدها إليه مرة أخرى يغمزها بعيناه وأردف بخبث ومكر
هنسيكي الكسوف.. مش عايز أقولك هخليكي رقاصة على واحدة ونص
قالت بحدة
عاصم عيب
ابتسم باستغراب على ذلك الخجل الممېت الذي يلازمها بطريقة غريبة ولكنه كفيل به ويستطيع أن يمحيه وكأنه لم يوجد من الأساس
بردو عيب.. شكلك مش هتنسي الكلمة دي غير لما نبقى لوحدنا
استمع إلى صوت شقيقتها الساخر الذي يأتي من خلفه
ايه يا عاصم هي من أولها كده.. دا إحنا أكلنا الجاتوه وشربنا العصير والمأذون مشي
استدار ينظر إليها ببغض وتحدث بكبر
عندك مانع
جلست على الأريكة ورفعت قدم فوق الأخرى تقول بقوة تنظر إليه
ليك حق ما خلاص بقت مراتك بس خد بالك