رواية بقلم ياسمين عزيز

رواية بقلم ياسمين عزيز

موقع أيام نيوز


صوته الحزين قبل أن يزفر الهواء 
بقوة نجح في رسم إبتسامة مزيفة على وجهه
عندما دخلت السيارة بوابة الفيلا 
نظر من بعيد لنافذة غرفتها متسائلا عما 
تفعله الان لابد انها جالسة على سريرها 
الان و تقلب ذالك الهاتف الذي احضره لها 
تذكر ذلك الشعور الجميل الذي إعتراه عندما 
شاهد لمعة عينيها السعيدة رغم صډمتها عند

رؤية هديته يالله كم يحبها بل يعشقها يذوب 
بنظرة من عينيها و مستعد لأن يقدم لها حياته 
مقابل رؤية إبتسامتها التي تجعله يحلق حرفيا 
فوق الغيوم نزل من السيارة ليسير بخطوات راكضة نحو 
إيرينا و التي أخبرته أنها نائمة في غرفتها 
و لم تنزل لحد الان 
تركها و صعد الدرج و قلبه يكاد يسبقه إليها 
فتح الباب بهدود دون أن يطرقه إبتسم بخفة و هو يراها نائمة و شعرها البرتقالي مفرود بحرية على الوسادة لكن إبتسامته لم تدم طويلا ليعبس 
عندما رآها تحتضن ذلك الهاتف أخذه بهدوء
من بين اصابعها ثم وضعه جانبا و هو يرمقه 
بنظرات كارهة و كأنه غريمه قبل أن ينفجر 
ضاحكا دون أن يصدر أي صوت محركا رأسه
بيأس من حالته الصعبة لقد أصبح 
يغار عليها حتى من الجماد يبدو أن ذلك الطبيب 
محق في كلامه 
تمدد على حافة السرير بجانبها ثم بدأ بتمرير 
اصابعه على ملامح وجهها راسما حاجبيها 
المرسومين بعناية ثم جفنيها المغمضتين اللتين 
تخفيان وراءها أمواج عينيها الزرقاء هبط 
لوجنتيها المحمرتين لينتبه لشعرها الرطب 
نفخ بضيق قبل أن يتمتمنامت من غير 
ما تنشف شعرها كده حتمرض 
بدأ بتمسيد ذراعها برقة و هو يحاول 
إيقاظها سيلين حبيبي قومي كفاية 
نوم سيلين 
حركت سيلين رأسها بانزعاج من لمساته 
لټدفن وجهها اكثر في الوسادة و هي تغمغم 
بكلمات غير مفهومة ليعيد تحريكها هذه المرة 
لكن بقوة أكبر سوسو يلا بقى لازم تصحي
عشان نطمن على ماما 
عض شفتيه بخبث هذه المرة و هو يراها تفتح 
عينيها و تستقيم بجسمها على الفراش قائلة بنبرة قلقة ماما مالها هي كويس صحسيف و هو يقبل جبينها بسرعة قائلا طنط 
هدى كويسة و إن شاء الله بكرة حتفوق متقلقيش عليها كل المشكلة إن الدنيا ليلت و حضرتك من 
غير غدا و لا عشا قومي إغسلي وشك و تعالي عشان تأكلي 
اومأت له و هي تلقي بجسدها إلى الخلف 
متمتمة بكسل مش عاوز آكل عاوز ينام انا جذب الغطاء من فوقها ليتراءى ذلك الفستان 
الوردي الذي إنحسر عن جسدها ليبرز جمال 
و بياض ساقيها المغريتين 
أعاد الغطاء فوقها بسرعة و هو يقفز من مكانه كمن لدغه عقرب و هو يهتف بجدية 
يلا بلاش دلع قدامك خمس دقائق لو منزلتيشحطلع و اشيلك 
فتح الباب ليخرج دون النظر إليها مناديا من بعيد 
بصوت عال فاضل خمس دقائق إلا عشر ثواني نزل الدرج بخطوات راكضة ليتجه بعدها نحو الحديقة الخلفية فهو أراد الإبتعاد قد الممكن 
مچنونة إعترته في لحظات إستنشق هواء المساء
المحمل بنسمات باردة عله يستفيق قليلا يا لحظه 
التعيس منذ مۏت لورا حبيبته الأولى لك تلفت 
إنتباهه أي إمرأة بعدها رغم أنه قابل فتيات 
بجمال خارق أجمل حتى من سيلين لكن في 
النهاية قدره اوقعه في عشق تلك الطفلة 
مكث في الخارج عدة دقائق ثم عاد ليجد إيرينا
ماري تحضران طاولة العشاء جلس على الكرسي 
مترئسا الطاولة و هو ينظر ناحية حيث كانت 
سيلين تنزل الدرجات بتمهل 
جلست بجانبه ثم وضعت الهاتف على الطاولة 
و هي تبتسم لماري التي كانت تبادلاها نظرات 
متوترة من حين لآخر قطب سيف حاجبيه 
بضيق عندما رآها تبتسم لتلك الخادمة ليشير 
لهما بالانصراف قبل أن يقوم بأي تصرف متهور 
يجعل سيلين تغضب او تخاف منه 
تناولا طعام العشاء ثم إنصرف كل منهما لغرفته 
بعد أن أخبرها انه سياخذها لزيارة والدتها يوم غد 
في فيلا ماجد عزمي
دلفت مروى غرفة يارا و التي رفضت النزول لها بل طلبت منها هي الصعود لها شهقت و هي ترى يارا تجلس على تسريحتها و تضع بعض مساحيق التجميل 
حتى تخفي تشوهات وجهها التي سببها لها ذلك المتعجرف صالح 
إبتسمت يارا بسخرية و هي تلاحظ دهشة 
صديقتها لتتحدث بصوت مبحوح بسبب 
بكائها اهلا يا مروى إزيك 
سارت مروى لتقف بجانبها و قلبها يكاد ېتمزق
من شدة الألم لا تصدق ماتراه أمامها هل هذه 
هي نفسها صديقتها يارا دلوعة الجامعة كما يسمونها ربتت على شعر يارا المموج بطريقة طبيعية 
قائلة مين اللي عمل فيكي كده يا يويو انا مش مصدقة اللي بشوفه 
يارا باستهزاء لا صدقي عشان دي أقل 
حاجة حصلتلي بسببه انا مش قادرة حتى 
أحكيلك العڈاب اللي انا شفته على إيديه 
في اليومين اللي فاتوا 
إحتضنتها مروى محاولة بكل جهدها التخفيف 
عنها و هي تعض شفتيها بندم و قلة حيلة قبلت فروة رأسها و هي تهمس لها بكلمات 
كثيرة لتهدئها إبتعدت عنها يارا لتمسح دموعها 
التي لا تكف عن الأنهمار كل دقيقة ساعدتها مروى 
على الوقوف لتسير بها نحو للفراش و تجلسها بجانبها 
قائلة طب حتعملي إيه دلوقتي إنت 
قلتيلي إنه ماسك عليكي صور و حاجات 
ثانية ممكن يهددك بيها يارا ايوا بس صدقيني انا معتش قادرة 
أستحمل يوم ثاني في المكان المخيف اللي 
بياخذني عليه إنت مشفتيش البودي قاردز 
الړعب مختارهم واحد واحد انا ببقى حاطة 
هناك بمۏت من الړعب في كل ثانية بقيت خاېفة 
انام عشان مصحاش الاقي نفسي هناك في واحد 
منهم وشه مټشوه فيه چرح كبير كبير اوي من جبينه لحد ذقنه مخيف يا مروى مخيف اوي 
مش عاوزة ارجع هناك داه شغلني خدامة بمسح و بغسل و بطبخ الفيلا كبيرة أوي و مليانة تراب صمتت قليلا قبل أن ترفع يدها لتريها إياها 
و هي تضيف بصوت مخټنق بصي إيدي 
داس عليا بجزمته كان حيكسر صوابعي 
لسه بتوجعني أوي بس مش قادرة اروح للدكتور 
عشان خاېفة الاقيه قدامي و مش قادرة اجيب 
دكتور للبيت عشان ماما و بابا ميعرفوش بالحكاية مروى بحزن انا حاسة بيكي يا حبيبتي و الله 
بس خاېفة داه واحد مچنون و مش حيتردد
إنه يأذيكي إحنا لازم نهدا عشان نقدر نفكر كويس نظرت لها بعيون محمرة و ذابلة قبل أن تجيبها
انا خلاص دماغي إتحرق مبقتش عاوزة 
افكر في حاجة عاوزة بس انام وأصحى الاقي نفسي بحلم 
مروى بس إنت عارفة كويس إنه حلم بلاش 
تتهربي من المشكلة لازم تواجهي عشان تتخلصي 
منها في أسرع وقت مش معقولة إنك حتفضلي
تحت رحمته العمر كله 
يارا بتصميم مفيش طريقة غير إني اتجاهله 
مش حيعملي حاجة اكيد مش حيقدر يخطفني 
من الفيلا انا حفضل حابسة نفسي هنا لحد ما يزهق و ينساني مفيش غير الحل داه انا 
ترجيته بدل المرة الف بس هو كان مصمم إنه 
يهينتي و يحتقرني لو شفتي كان بيبصلي إزاي و كأني حشرة مقرفة 
تنهدت قبل أن تكمل تغير اوي يا مروى تغير 
و بقى وحش و
مصر يدمرني بطريقة بطيئة 
عاوز يعذبني على مهله بس و الله 
داه كثير اوي صح انا غلطت زمان لما لعبت بمشاعره و خدعته بس وقتها كنت صغيرة 
بس بعدين ندمت و رجعت دورت عليه عشان 
اعتذرله بس لقيته سافر بعد ما خلص إمتحاناته
على طول فاتت خمس سنين على الحكاية
دي بس هو للأسف لسه منسبش و رجع من ثاني 
عشان ينتقم مني قوليلي حتصرف إزاي في 
المصېبة دي انا دايما كنت بسمع بالبنات اللي 
بيهددودهم بصورهم بس كنت بقول حاجات 
تافهة بس دلوقتي حسيت بنفس إحساسهم 
إحساس الظلم و العجز و الخذلان إحساس
إن واحد مچنون ماسكك من رقبتك و بيضغط 
عليكي بتبقى روحك في إيده بتترجيه عشان 
يسيبك بس بيرفض و بيزيد في الضغط و إنت 
مستسلمة عشان مش حتقدري تعملي حاجة 
شعور الندم بياكل جواكي و إنت عاجزة حتى 
إنك تتنفسي من غير إذنه خاېفة يدمرك في لحظة 
و مش إنت بس لا و عيلتك كمان اااه يا مروى 
ااااه انا بجد مش قادرة اتنفس 
صاحت پقهر و هي تمسد رقبتها بيديها الاثنتين 
حركت مروى رأسها بقلة حيلة ليتها فقط تستطيع 
التخفيف عنها و لو قليلا لكن كيف و هي أيضا 
رقبتها بين يديه فإما ان تضحي بنفسها و عائلتها 
من أجل هذه الفتاة التي تعتبرها صديقتها و إما 
إن تقدمها له كقربان و تكمل مهمتها التي جاءت من أجلها 
لكن حتى لو ضحت بنفسها لن تضره في شيئ فهي تعرفه جيدا بسهولة سيجد لها بديلا يكمل المهمةتحدثت بهدوء و هي تمثل انها لا تعلم تفاصيل ما يجري طيب هو مطلبكيش النهاردة اقصد 
يمكن خلاص خلص إنتقامه و حيسيبك 
نفت يارا برأسها قائلة انا قفلت تلفوني بس 
مش عارفة هو إتصل و إلا لا
يارا بفزع لالا مش عاوزة انا حبعث اي حد 
يرمي التلفون في النيل عشان ميقدرش يوصللي مروى طيب إفتحيه ثانية واحدة و بعدين 
إقفلي على طول مش حتقدري تقعدي كده من 
غير ما تتطمني 
يارا برفض مروى لو سمحتي كفاية انا اصلا 
اعصابي بايضة متضغطيش عليا ارجوكي مروى بعدم إستسلام طيب بصي إديني 
التلفون و لو إتصل انا حرد عليه و أقله إني 
لقيت التلفون داه مرمي في الشارع و انا 
متأكدة إن هو لو عرف إنك رميتي التلفون 
حييأس منك و يسيبك 
رمشت يارا بعينها عدة مرات و كأنها تقلب الفكرة
في رأسها لتهز رأسها في الاخير باقتناع رغم 
قلبها الذي كان ينبض پجنون و كأنه يخبرها بان شيئا سيئا سوف يحصل 
ضغطت مروى على ازرار الهاتف بيدين مرتعشتين 
و هي تتمتم بداخلها بدعاء يارب سامحني 
و الله ڠصب عني هي على الاقل من عيلة غنية 
و أكيد حتلاقي حل إنما أنا ضعيفة مقدرش اواجهه
يارب فتح الهاتف لتضغط بعدها على زر الاتصال 
بالإنترنيت ليبدأ الهاتف بالهتزاز معلنا عن 
وصول رسائل كثيرة على تطبيق الواتس آب 
فتحت مروى الرسائل بتردد و هي تنظر 
ليارا التي كانت تنظر للهاتف و كأنه حبل 
مشنقتها 
بدأت الأخرى في قراءة رسائل صالح و الذي 
لم يترك شتيمة او عبارة بذيئة إلا و صفها بها 
و فجأة توقفت عن القراءة و قد جحظت عيناها 
پصدمة مما تراه أمامها رسائل كثيرة من مواقع 
أجنبية إيب تعلن لها عن إعجابهم بصورتها و قبولهم
 

تم نسخ الرابط