قصه ابو قلابه
المحتويات
قصة ابو قلابة لا تفوتكم
قال أبو إبراهيم كنت أمشي في صحراء.. فضللت الطريق.. فوقفت على خيمة قديمة.. فنظرت فإذا رجل جالس على الأرض.. بكل هدوء.. وإذا هو قد قطعت يداه.. وإذا هو أعمى.. وليس عنده أحد من أهل بيته.. رأيته يتمتم بكلمات..
اقتربت منه وإذا هو يردد قائلا الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا..
نظرت حوله.. أبحث عن ولد يخدمه.. أو زوجة تؤانسه.. لم أرى أحدا..!!
أقبلت إليه أمضي.. شعر بحركتي.. فسأل من
قلت السلام عليكم.. أنا رجل ضللت الطريق.. ووقفت على خيمتك.. وأنت الذي من أنت ولماذا تسكن وحدك في هذا المكان أين أهلك ولدك أقاربك
قلت لكني سمعتك تردد الحمد لله الذي فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا..!! فبالله عليك !! فضلك بماذا ..! وأنت أعمى.. فقير.. مقطوع اليدين.. وحيد..
فقال سأحدثك عن ذلك.. ولكن سأطلب منك حاجة.. أتقضيها لي
فقال أجبني.. وأقضي حاجتك..
فقال أنت تراني قد ابتلاني الله بأنواع البلاء..
أليس الله قد أعطاني عقلا أفهم به.. وأتصرف وأفكر..
قلت بلى.. قال فكم يوجد من الناس مجانين
قلت كثير.. قال الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلا..
أليس الله قد أعطاني سمعا أسمع به أذان الصلاة.. وأعقل به الكلام.. وأعلم مايدور حولي
قلت بلى..
قلت كثير.. قال الحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلا..
أليس الله قد أعطاني لسانا أذكر به ربي.. وأبين به حاجتي
قلت بلى.. قال فكم يوجد من الناس بكم.. لايتكلمون
قلت كثير.. قال فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلا..
قال أليس الله قد جعلني مسلما.. أعبد ربي.. وأحتسب عنده أجري.. وأصبر على مصېبتي قلت بلى..
قلت كثير.. قال فالحمد لله الذي فضلني على هؤلاء الكثير تفضيلا..
ومضى الشيخ يعدد نعم الله عليه.. وأنا ازداد عجبا من قوة إيمانه.. وشدة يقينه.. ورضاه بما أعطاه الله..
كم من مرضى غيره.. ممن لم يبتلوا ولابربع بلائه.. ممن شلهم المړض.. أو فقدوا أسماعهم أو أبصارهم.. أو فقدوا بعض أعضائهم.. ويعتبرون أصحاء لو قارناهم به.. ومع ذلك.. عندهم من الجزع والتشكي.. والعويل والبكاء.. بل وضعف الصبر وقلة اليقين بالأجر.. مالو قسم على الأمة لوسعهم..
هاه..!! أذكر حاجتي.. هل تقضيها.. قلت نعم.. ماحاجتك !!
فخفض رأسه قليلا.. ثم رفع رأسه وهو يعض بعبرته وقال
لم يبق معي من أهلي إلا غلام لي.. عمره أربع عشرة سنه.. يطعمني ويسقيني.. ويوضئني.. ويقوم على كل شأني..
ثم خرج البارحة يلتمس لي طعاما.. ولم يرجع
متابعة القراءة